وفاة بطرس غالي وحسنين هيكل

وفاة مصريان اخلصا دوما لبلادهما كل على طريقته والتاريخ يحكم لهما وعليهما وهما د.حقوق بطرس بطرس غالي عاش بين تشرين اول 1922و16شباط2016

والصحفي والكاتب محمد حسنين هيكل عاش بين أيلول 1923و17 شباط 2016 وبقدرما يتعلق الامر بي فنا لاريد ان اعزي أحدا بوفاتهما لان الموت قدر لكل كائن حي ولا اريد ان اصورهما تصويرا 

روحيا خارج عن كونهما مواطنين كل منهما يتبع دينا معينا ولكنهما توحدا بالمواطنة المصرية الافريقية العربية..

 أولا -فبطرس بطرس غالي يتميز بانه 1-يتقدم على مواطنه هيكل بعشرة اشهرحيث ولد لعائلة مصرية لاب قبطي وام من مهاجرات ارمنية لمصر

و2- انه احد أبناء (بطرس نيروز غالي ) الذي ولد بمحافظة بني سويف عام1846 وصارفي تشرين ثاني / نوفمبر 1908رئيسا للوزراء حيث كان ممكنا ان يكون رئيس الوزراء قبطيا اوارمنيا مثل ( رئيس الوزراءالارمني نوبار باشا) كما كان  بمصر وزراء يهود كما هوالحال بالعراق بين 1937/1921وحتى من من أصول أجنبية فصار بطرس نيروز رئيسا للوزراء بعد ان اسقط الإنكليز المقاومة برائسة  كل من الجنرال احمد عرابي ومحمد عبده وسعد زغلول وغيرهم واغتياله في 20 شباط 1910 من قبل الطالب الازهري إبراهيم ناصف الورداني كما وقع عام 1899على اتفاقية الحكم الثثنائي البريطاني المصري على السودان مما سهل احتلالها من قبل الإنكليز

 و3-.في عام 1946تخرج بطرس من كلية الحقوق بجامعة القاهرة وفي عام 1949حصل على دكتورا بالقانون الدولي من احدى الجامعات الفرنسية وعمل أستاذا جامعيا بمصر بين 1977/1950

 و4-خلافا لمعتقدات الكنيسة القبطية تزوج بطرس من اليهودية المصرية السيدة الاسكندرانية ( ليا نادلر) حيث كان والدها يملك اكبرمصانع بسكويت واختها ( شيلانادلر) متزوجة من احد رؤساء وزراء إسرائيل .مما جعله من دعاة الإسلام والصلح والتفاهم والتعايش مع إسرائيل وهوما تطبقه عمليا كل الأنظمة العربية والإسلامية الامر الذي فتح امامه  كل أبواب الحكومة المصرية بعيد وفاة عبد الناصر الذي كان يتصور بانه من خلال اقترابه من السوفييت ان يمتلك أسلحة( توازي تقنيا )ما لدى إسرائيل من أسلحة ايرو أمريكية ولكنه نسي بانه حتى السوفييت بحكم احتلالهم لدول اسلاممية في القوقاز والبحرالأسود واسية الوسطى وغيرمقتنعين أصلا بجدية تحالف اية حكومة عربية او إسلامية معهم وغيرمقتنعين بإلغاء ا تحجيم نفوذ إسرائيل ولانه

 و5-بعهد الرئيس السادات بين 1982/1970شغل بين 1991/1977منصب وزير دولة للشؤون الخارجية وكان له دور فعال بتشجيع السادات على اقامة صلح مع إسرائيل حيث كان من مرافقيه لزيارته لها عام 1978 وعلى توقيع اتفاقيات كامب ديفد حيث كان مقتنعا (وهوعلى حق )بان إسرائيل وجدت لتبقى لفترات طويلة جدا لانها مدعومة من كل خصوم العرب والمسلمين الذين ليس بينهم قيادات دمقراطية ووليس لاي منهم نوايا وطنية صادقة تجاه قضايا بلدانهم بل يهمهم أولا السلطة والمنافع الشخصية .. كما بقي يمارس نفس السياسة المهادنة والتفاوضية مع الرئيس حسني مبارك الذي منحه ثقته وكان لا يقل عنه مهادنة كما كان طارق عزيزي محل ثقة صدام و( القوى الخارجية )

 و6- في عام 1980صار بطرس عضوا بالحزب الوطني الدمقراطي الذي شكله السادات عام 1978 بعدان حل الاتحاد القومي الاشتراكي الذي شكله عبد الناصرعام 1961وحكم الحزب الوطني مصر بين1978وحتى منعه عام 1972فصار بطرس احد نواب رئيس الاشتراكية الدولية التيت ئاسست عام 1933 في باريس لتكون نقيظة الأحزاب الشيوعية حيث هيمن اليهود والماسونيون عليها برئاسة كل من الحزب الاشتراكي الفرنسي وحزب العمل الاسرائيلي والحزب الاشتراكي الألماني وانظمت لها أحزاب إسلامية وعربية منها حزب الشعب التركي وجبهة التحرير الجزائرية والاتحاد الاشتراكي المغربي والحزب الدمقراطي الكردستاني لجلال الطالباني والتجمع الدستوري التونسي الذي انحل عام2010 والحزب الاشتراكي اليمني الذي انحل عام 2011 والحزب الوطني المصري الذي انحل عام2011   ايظا لانها تحولت كما هو حال حزب البعث بالعراق وسورية والأحزاب الدينية السنية والشيعية بمصر والعراق والجزائر وغيرها من الغالبية العظمى للدول الاسلامية لأحزاب شخصانية وسلطوية

 و7-لم يكن مستغربا ان يتم ترشيح بطرس غالي لرئاسة الأمم المتحدة بين 1996 /1992كئاول افريقي لقارة فيها 52 دولة وكئاول (مصري عربي مسيحي ) خلفا لخافير ديكويلارمن جمهورية بيروحكم لمرتين بين1982/ 1991وبقي بطرس كمن سبقه عاجزا عن حل النزاعات والحروب في الصومال والتصفيات العرقية بين قبائل الهوتو والتوتسي بجمهرية رواندة والتمييز العنصري ضد المواطنيين الاصلين والأقلية المسلمة بجمهورية انغولة والحرب والنصفيات العرقية والدينية التي مارسها الصربيون الاورذودوكس ضد مسلمي جمهورية البوسنة والهرسك ومقاطعة كوسوفو قبل ان تصبح جمهوريه ولم يكن الافريقي الغاني كوفي عنان بين  2006/1997

و8-بين 1999/1997 صاربطرس بطرس غالي اول رئيسا لمنظمة الدول الناطقة بالفرنسية التي تئاسست في اذار 1970 وتظم حتى الان 14مراقبا و 56 عضوا منها عدة دول ذات  غالبية إسلامية منها ( مصر وتونس وتشاد والسنغال وجزر القمر ومالي وموريتانية ولبنان وجيبوتي وساحل العاج ) فيما لم تشارك فيها كل من الجزائروسورية

و9- لم يؤلف بطرس بطرس غالي كتبا بل نشرعشرات المقالات والبحوث ذات الصبغة القانونية والسياسية بالصحف ومجلة السياسة الدولية الفصلية التابعة للاهرام

 وثانيا -الصحفي والمؤلف محمد حسنين هيكل

1-ولدفي أيلول 1923 بمحافظة القليوبية  وتوفي في 17 شباط 2016.. ويعتبر الإعلامي والصحفي والباحث والمؤلف الأول بالقرن العشرين.

و2-في عام 1955 تزوج من هادايت علوي تيمور من اسرة قاهرية تعمل بتجارة فاكهةالمانكة وحاصلة على ماجستيراثار اسلامية .ولهما ثلاثة ذكورهم االطبيب علي و د.احمد يعمل بشركة القلعة للاستثمار وحسن يعمل بشركة ماليه وكلهم متزوجون

  و3-بين 1967/1957صاررئيسا لجرية الاهرام التي تاسست عام 1874من قبل تقلا الاخوين اللبنانيين  وظهر له اول مقال فيها في اب 1957بعنوان( السر الحقيقي لمشكلة عمان )وانشئا مجموعة مراكز متخصصة فيها للسياسات العربية والافريقية والاسيوية والاوربية وامريكية اللاتينية

و4- في عام 1970عينه عبد الناصروزيرا للارشاد إضافة لعمله كرئيس لتحرير الاهرام 

و5-في عام 1951 بدئا يكتب  ويؤلف كتبا ذات طبيعة وطنية وقومية وعامية حيث  صدر لهيكل اول كتاب بعنوان ايران الشاه فوق ب عد رحلة لها دامت شهرا وفي عام 1958 كتاب العقد النفسية التي تحكم الشرق الأوسط وفي عام 1961كتاب ازمة المثقفين العرب وفي عام 1962 كتاب ماذا جرى في سورية . وفي عام 1963كتاب ياصاحب الجلالة. وفي عام 1966كتاب خبايا تئاميم قناة السويس والعدوان الثلاثي  .وفي عام 1967 الاستعمار لعبته الملك . وفي عام 1968 كتاب نحن وامريكة وفي عام 1970 اصدر اول كتبه بالإنكليزية بعنوان The Cairo Documents،وقد ترجم إلى 21 لغة. وفي عام 1973 صدر له كتاب بعنوان موعد مع الشمس كنتيجة لرحلة شهرلكل من الصين واليابان وبنغلادش والهند وباكستان وفي والأول من أكتوبر تشرين اول 1973طلب منه الرئيس السادات ان يكتب خطة ستراتيجة حربية اعتمدها السادات في 5 منه وأرسلها للقائد العام للقوات المسلحة الفريق اول احمد إسماعيل علي الذي بدئا بتنفيذها فيما يسمى بحرب ( عبور قناة السويس ومواجهة القوات الإسرائيلية .كما كتب في 16 اوكتوبر من نفس العام خطاب السادات الذي القاه على اعضاءمجلس الشعب حيث تمت الإشارة فيه  للخطة التي ينبغي اتباعها بعد المعارك،بما فيها مقترحاته لمؤتمر دولي في جنيف يجري فيه حل الصراع العربي الاسرئيلي في إطار الأمم المتحدة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. غيران هيكل ابتعد عن السادات الذي قرر قبول مقترحات وزيرالخارجية الأمريكي اليهودي الألماني الأصل هنري كيسنجرالذي كان من بين أوائل المنحازين لاسرائيل  وفرض على السادات قبول  بسياسة فك الارتباط خطوة خطوة - جبهة جبهة، وليس تفاوض شاملا يظم سورية والأردن ولبنان والفلسطينيين  مم يعني  قبول مصربصلح منفرد مع إسرائيل التي كانت ولا زالت تمترس سياسة الانفراد بكل طرف عربي على حدة لانهم غي قادرين على التفاهم حتى بالحد الأدنى .وفي مطلع عام 1974قررالسادات باعفاء هيكل من رئاسة تحرير جريدة الاهرام وتعيينه مسشتارا صحفيا للرئاسة مما يعني تحجيما وتجميدا لمقالاته ولم يلتحق هيكل بعمله بل انصرف للكتابة والئاليف حيث صدر له عام 1975 كتاب الطريق لرمضان وتمت ترجمته لللانكليزية من قبل يوسف الضباغ وتم طبع بمؤسسةCOLLINSأ كبر دور النشر في لندن. وفي عام 1978 صدرله كتاب حديث المبادرة تمت ترجمته الى 25 لغة بما فيها العبرية فقررالسادات سحب جوازه ومنعه من السفرو تحويله لمدعي العام أنور حبيب  بنائا على مذكرة وزير الداخلية النبوي إسماعيل. للتحقيق معه فيما نسبله من نشر مقالات( تمس سمعة مصر،) واستغرق التحقيق ثلاثة اشهر.وفي نفس عام 1978صدر كتاب يوميات عبد الناصر عن حرب فلسطين -بتقديم هيكل. وفي 21أيلول1979 التقى هيكل بالخمييني الذي كان ( مقيما بإحدى ضواحي غرب باريس .وكتب ( مدافع خميني باريان وتم ترجمته من قبل كل من عبد الوهاب المستيري والشريف خاطر وقدم له هيكل وصدرعن دار دهاليز للصحافة بالقاهرةوفي نفي نفس عام 1979قامت جريدة الوطن الويتية بترجمة كتابه حاية العرب والسوفييت  .وفي عام 1980 صدر له كتاب السلام المستحيل والدمقراطية الغائبة بمصر والدول العربية والإسلامية كما صدر له كتاب اقاق الثمانيات .وفي عام 1981 تم اعتقاله بقرار من السادات .وفي عام 1983 وبعيد اغتيال السادات صدر له كتاب ( خريف الغضب )عن سياسات السادات وقد ترجم إلى أكثر من 30 لغة.وفي عام 1984 صدر له كتابان هما عند مفترق الطرق بحرب اوكتوبر 1973وكتاب بين الصحافة والسياسة تحدث فيها وثاائقايروأمريكية وإسرائيلية  سرية .وفي عام 1985صدر له كتاب زيارة جديدة للتاريخ .وفي عام 1986 صدرله بالقاهرة كتاب حرب الثلاثين عاما( السويس ) وكتاب بالانكليزية بعنوان Cutting   The Lion's Tailوفي عام 1987 كتاب احاديث في العاصف وفي عام 1990وبعيد تفكك الاتحاد السوفييتي كتب كتاب الزلزال السوفييتي وكتاب من 5 مجلدات بعنوان بصراحة تظمن 700 مقالا له بين  1990 /.1957وفي عام 2000 كتاب كلام في السياسة .وفي عام 2001 كتاب كلام في السياسة نهاية الطريق والزمن الأمريكي من نيويورك لكابول والامبراطورية الامريكية والاغارة على العراق وكلام في السياسة قضايا ورجال:وجهات نظر (مع بدايات القرن الواحد والعشرين).

•   و6- كما كتب  هيكل مقدمات لعشرات المؤلفين الاعرب والأجانب م..ماذا يريد العم سام ؟ (نعوم تشومسكي).وغزة -أريحا سلام أمريكي (ادوارد سعيد).ومن حملة مشاعل التقدم العربي أحمد بهاء الدين (مجموعة من المؤلفين).وملك النهاية مذكرات كريم ثابت: فاروق كما عرفته (كريم ثابت)و 50عاما على ثورة 1919 (أحمد عزت عبد الكريم). والرأي الآخر في كارثة الخليج (فيليب جلاب).والجنرال كرومر في مصر (محمد عودة).وعبارة غزل (فريدة الشوباشي).والأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية (روجيه جارودي). لسراة الليل هتف الصباح -الملك عبد العزيز دراسة وثائقية (عبد العزيز التويجري).والحكومة الخفية (ديفيد وايز وتوماس روس) (تعريب: جورج عزيز).والمؤتمر الصهيوني السابع والعشرون 1968 (تعريب: صبري جريس وآخرون).ومحاظرالكنيست 1966 / 1967 نصوص مختارة من محاضر الكنيست السادس (تعريب صبري جريس وآخرون).والعسكرية الصهيونية - المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بين 1887/ 1967 (طه محمد المجدوب وآخرون)وبالسيف اميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط 1968 - 1986 (ستيفن غرين).وتجربة العمل القومى حوارات مع: لطفى الخولي وآخرون (توفيق أبو بكر). وبين الصحافة والقانون قضايا وآراء (اميل بجاني) وانا وبارونات الصحافة أباظة :صفحات من النضال الوطني (عبد الله إمام). ومحطات في حياتي الدبلوماسية ذكريات في السياسة والعلاقات الدولية (نديم دمشقية).والمحروسة 2015 مسرحية بجزأين (سعد الدين وهبة).اوالانقلاب (ممدوح نوفل).والمعلومات بين النظرية والتطبيق (عبد المجيد الرفاعي).وحكومة عموم فلسطين في ذكراها الخمسين (محمد خالد الأزعر).وفلسطين / إسرائيل سلام أم نظام عنصرى ؟ (مروان بشارة) وعرائس من الجزائر(زينب الميلي).وفي عالم عبد الوهاب المسيرى حوارنقدى بين  (مجموعة مؤلفين).وادوارد سعيدرواية للأجيال (محمد شاهين).وفي حضرة محمد عودة عاشق في محراب الوطن ادوارد سعيد (مجموعة من المؤلفين).. 

و7- كانت له حوارا تلفزيونية عديدة منها حوار رمسيس (برنامج يا تلفزيون يا).ونبيل خوري وسعد محيو ونجوى قاسم وجمانة نمور (برنامج الحاضر والمستقبل)وحوارعماد الدين أديب ( 16 حلقة). وحوار عماد الدين أديب ( 9 حلقات). وحوار جيزال خوري (حلقتان).وحوار مصطفي ناصر (برنامج:اللقاء السياسي)واحاديث سياسية (برنامح: من قلب الأزمة إلى قلب الأمة 3 حلقات).وحوار محمد كريشان ( مع هيكل 15 حلقة). قناة الجزيرة وحوار خديجة بن قنة (برنامج: حصاد 2004). قناة الجزيرة وحوار فيروز زياني (برنامج: الملفات الساخنة). قناة الجزيرة ومع هيكل تجربة حياة - قناة الجزيرة ( 173حلقة) وحوار لميس الحديدي (مصر أين ومصر إلى أين). سي بي سي اضافة لحوارات أخرى منها إبحا بعقل وقلب محمد حسنين هيكل (مفيد فوزي).و بصراحة عن عبد الناصر حوار مع محمد حسنين هيكل (فؤاد مطر).وحوارات حول الأزمة مع محمد حسنين هيكل (مصطفى بكري وسناء السعيد). وقصة السوفييت مع مصر حوار مع محمد حسنين هيكل (محمد عودة وفيليب جلاب وسعد كامل)

و8- كتبت عنه عدة كتب منهارياض الصيداوي هيكل أو الملف السري للذاكرة العربية،الطبعة الأولى،تونس 1993 والطبعة الثانية،مدبولي، القاهرة 2000 والطبعة الثالثة، بيروت 2003 ويوسف بن العربي السباعي كتاب هيكل الأسطورة.وحتى عام   2003 

و9-عندما بلغ الثمانين من عمره توقف عن الاشراف والكتابة بمجلة ( وجهات نظر ) التي كان يرئاس تحريرها  ومستغنيا عن الكتابة بالتلفزيون حيث عرض تجربة حياته في برنامج اسبوعي بعنوان (مع هيكل) في قناة الجزيرة الفضائية.

و10-يستنتج من هذه المسيرة الطويلة لكل من الرجلين المصريين بئان التئاثيرات العائلية والبيئية ولربما الدينية لعبت دورها بالتوجهات الفكرية لكل منهما .

 فالدكتور بطرس بطرس غالي عدى عن كونه ينتمي للمسيحية على المذهب القبطي الذي ورث الفكر والاجتهاد المنطقي الذي مارسه الاسكندراني المنشق والمهرطق الاسقف (اريوس عاش بين 36/280 )الذي ادانه عام 325 المجلس الكنسي الأول بمدينة نيسي بضواحي اسطانبول وكذلك المجلس الكنسي لعام 381  وكذلك الشهيد القديس مرقص الذي كان انجيله  ثاني أربعة اناجيل معتمده حيث اعتمد انجيله من اقباط مصر التي استشهد فيها ليس من قبل العرب بل قبل الرومان الشرقيين البيزنطينيين  .كما ان بطرس ولد لام ارمنية كان عليها ان تذكرأولادها بئان شعبها الأرمني عانى كثيرا من الحروب الفارسية الرومانية قبل ان يئاتيه لبعض الوقت النفوذ العربي الإسلامي ثم الروسي ثم العثماني الذي قتل وشرد الافا منه لانهم كانوا يرفضون الخضوع للحكم العثماني المتخلف وكان عليه وهو المثقف ان يخبر والدته بان العثمانين اساؤوا ايظا  العرب ببلاد الشام والعراق وشبه العرب والين وحتى مصر كما انهم تعرضوا ايظا بما فيهم مصر لاستعمارمتعدد من دول مسيحيه غير انه لم يفعل  .كما ان زوجته اليهودية التي من حقها ان تعتز بانها لربما تعتبر نفسها من بقايا ممن لم يهرب مع موسى عام 1290قم من مصر مع أربعة الافمن اهله ومن بقايا هكسوسي فلسطين الذين حكموا مصر بين  1580 /1785قم .وقد تروي له ما يعرفه هو بان اليهود العرب  بفلسطين تعرضوا عام 731قم من سبي على يدي  الملك الاشوري فلاسر الثالث  وتبعه عام 722قم الملك الاشوري سرجون الثاني وتبعه عام 701قم الملك الاشوري سنحاريب والغزو البابلي  بين 586/597قم  .وكان عليه ان يخبرها بان فلسطين تعرضت لغزوات واحتلالات لاحقة منها  الغزو الفارسي الاخميني بين 3331/539قم والغزو المقدوني بين 332/ 64قم والغزو الروماني بين 64قم /636بعدالميلاد  قبل ان يئاتي الحكم الإسلامي الذي حكمها بين 125/636م كانت العصر الذهبي لليهود كما يشير كبير مؤرخ اليهود المعاصر (اندري شراقي )  وحتى حكم المماليك بين 1517/1260 ومن بعده الحكم العثماني بين 1917/1517.وكان عليه وهو متخصص بالقانون الدولي بان الانتداب البريطاني على فلسطين بين 1947/1917 هوالذي سهل مجيئ هجرات يهودية اوربية ( اشكنازية لفلسطين ليزاحمون ليس فقط مسلميها ومسيحييها بل  ويهودها العرب ( السيفاراد )  وان قارا 181 في 27 كانون الثاني 1947 الخاص بتقسيم فلسطين لم يحظ الا ب 28 صوتا ضد 13 وغياب عشرة على الرغم من الضغوطات التي مارستها بريطانية وفرنسة والولايات المتحدة  كما ان اعلن وميلاد دولة إسرائيل في 15 مايس عام 1948 دولة على /17 من فلسطين حولوها لحديقة خضراء ومدارس ومعاهد ومختبرات  وبرلمان ودمقراطية لم تمارسها اية دولة عربية وجيش قوي جعلها تنتصر بكل معاركه على كل الجيوش العربية وبمقدمتها الجيش المصري .وحولت الشعب الفلسطيني الأصلي ( الهكسوس ي والكنعاني  والسامري وكنيستها بالقدس لسجن كبير يشبه بدرجة اقل ما عاشه  يهود اوربة  في احياء خاصة ( كيتوات ) .غيران  الدكتورالقانوني بطرس اصغى طويلا لدرجة القناعة  بادعائات والدته الارمنية الحاقدة على الإسلام واصغى أطول لزوجته اليهودية الأكثر حقدا منها وراح يقترب ويتحالف مع الشخصيات السياسية والأدبية الحاقدة على العروبة وعلى مصر .

واما محمد حسنين  هيكل.فهو على الرغم من كونه مسلم الا انه هو الاخر كما صاحبه بطرس علماني لا يمارس طقوسه الدينية بشكل سطحي وساذج .. والفرق بين الاثنين هوان هيكل عاش مع فقراء الشعب المصري الذين بغالبيتهم من المسلمين الذين تغطيهم الامية والجهل وتسحقهم البطالة ..فكان يرى بان من واجبه الوطني والأخلاقي هو ايظا ان يتعاطف مع هذه الكتل الجماهيرية المسحوقة التي تبحث عن مستقبل افضل وعن قادة مخلصين يساعدونهم على تقليل مئاسيهم.. فراح يفتش عمن يؤمن ويحلم بما يؤمنويحلم  به.. فوجد بجمال عبد الناصرالذي كان  يفتش هوالاخر بما يؤمن  ويحلم به . وانسجما خاصة وان احدهما مدنيا والأخرعسكريا وامنا  مثل الاف بل ملايين اخرين بمصر وبرسالتها  الخالدة ( جغرافيا )كونها قلب افريقية  وتنتفع بنسبة /75 من نهر النيل العظيم و(تاريخيا) تمثل مصر اقدم واهم ما بقي من حضارات افريقية حيث ابدع فيها (الفراعنة ) كما انها دولة صارت وخلال فترة قصيرة جدا بعيد الغزو الإسلامي لها عام 640م دولة ذات غالبية إسلامية مع اقلية قوية قبطية .وانها دولة عربية حيث ان العربية اعتمدها الاقباط ايظا الذين تخلوا بالتدريج عن لغتهم الفرعونية الهيروغليفية التي بقيت على نطاق كنائسي محدود جدا مثلما تراجعت لصالح العربية اللغات السومرية والارامية والكلدانية .. فبدئا هيكل يعبد قلمه وقرطاسه ويستثمرعقله وتراثه الافريقي والفرعوني والإسلامي والعربي يدافع عن الحق والحقيقة ويدين الظلم والظالمين والطغيان والطغاة والقوى الاستعمارية المستغلة والمنحازة لكل من هم ضد العرب والاسلام..وهو ليس فقيها مثل محمد عبدو ومحمد عمارة ولا مصلحا اجتماعيا مثل قاسم امين ولا فيلسوفا مثل محمود امين العالم ولا مؤرخا مثل الطبري وابن الاثير ولا عالم اجتماع مثل بن خلدون وعلي الوردي ولا سياسيا مثل سعد زغلول و لا اديبا مثل طه حسين ولا شاعرا مثل احمد شوقي وحافظ إبراهيم  مثل ولكنه صحفيا وكاتبا يشبه بقلمه الاديب الاموي (عبد الحميد الكاتب)قتل مع مروان عام 749م/132هجري وعماد الدين الاصفهاني عاش بين 1201/1125والاسطانبولي مصطفى عبد الله الملقب حاج خليفة عاش بين 1657/1609وعروبي يشبه صلاح البيطار وفؤاد الركابي  ويستلهم فكره من تراث مصر العريق والغني والتاريخ العربي والإسلامي والإنساني حيث يفتخر ب(كل وليس ببعض ) خدموا الإسلام والعروبة ومنهم خالد بن الوليد  وعمرو بن العاص وطارق بن زياد ومحمد بن القاسم الثقفي وصلاح الدين الايوبي  والوالي محمد علي ومثيله خيرالدين باشا التونسي واحمد عرابي ووجد الكباشي عبد الناصرعما يبحث عنهاوهذا وجد به عما يبحث عنه فتحالفسيف ناصر مع قلم هيكل

 غيران الانتقاد الرئيس الذي يوجه لهيكل هو انه( استسلم لناصر ) وتجاهل ما قرئه عن الفكرالسياسي اليوناني وتطبيقاته المعاصرة في بريطانية والولايات المتحدة وفرنسة وغيرها من بعض الدول باوربة وبقارة أمريكية وبقارة اسية  والذي يعتبر السياسة ليست سلطة وحكم بل ممارسة تخطط وتشرع وتطبق وتنفذ برامجها وخططها من خلال مؤسسات سياسية (برلمان منتخب يشرع الدساتير والقوانين والأنظمة وسلطة تنفيذية تقترح مشاريع القوانين وتنفذها بعد إقرارها وتشريعها من قبل مجلس النواب وسلطة قضائية مستقلة تماما تطبق القوانين والأنظمة وليس للدين الأكثرعددا او القومية الأكثر انتشارا حقا للهيمنة الا من خلال أساليب تسمى بأسماء مختلفة منها (الدمقراطية والشورى والاستئناس والحوار )..فاصطدم بالنتائج السلبية التي عاشتها التجربة الناصرية بين 1953 /1970 وصابته خيبة امل من السياسيين وراح يتحدث للناس  الذين لم يسمعه الكثيرون منهم لانه ليس رجل دين ولا مذهب ولا حزب فهاجمته بعض الغربان بعهد صدام من خلال  ( طارق عزيز) وحافظ الأسد من خلال أبواب البعث وملوك ال سعود من خلال ابيتهم وجوامعهم ومساجدهم التي حولوها لمغارات تجهيل  ..