التخلف والتشتت المذهبي لمسلمي فرنسةيمنع من ان يجعل منهم قوة فاعلى بالمجتمع

التخلف والتشتت المذهبي لمسلمي فرنسة لايجعل منهم قوة فاعلة بمجتمعهم الفرنسي كما هو حال بقية اقوام فرنسة 

د. الاقتصادي و المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

 اولا-سبق وان اشرت بمقالات عديدة بان بدايات التواصل التجاري والثقافي والسياسي والعسكري بين فرنسة التي تعني بلاد الافرنج الجرمان مع العرب تبدئا من عام 719واستمرت دون انقطاع بين مد وجزرمما يجعلهم من الناحية الجغرافية حيث تعتبر الجزائراقرب دولة لفرنسة لانها احدى عشرة دول متشاطئة على الجنوب الشرقي للمتوسط ( الجزائروتونس والمغرب ومصروليبية وفلسطين و(اسرائيل)ولبنان وسورية وتركية)والذي تتشاطئا على شماله وجنوبه الغربي احدى عشرة دولة هي فرنسة وامارة موناكو وايطالية واسبانية واليونان وقبرص ومالطة وكرواتية والجبل الاسود والبانية والبوسنة / الهرسك وهما ذاتا غالبية اسلامية )ولذلك تعتبرالشعوب العربية والبربرية والكردية ذات الغالبية التي اعتنقت الاسلام بمراحل مختلفة منذ 622م من بين اقرب الشعوب المحيطة بها وهم الالمان والسويسريون من الشمال الشرقي والايطاليون من الجنوب الشرقي والاسبان من الجنوب الغربي والبلجيك والكومسبورجوا من الشمال وبريطانيةمن الشمال الغربي عبربحرالمانش

وثانيا-بحكم الجغرافية والصراعات الدولية صارت الدولة الاموية العربية / الاسلامية التي حكمت من دمشق بين 750/660 اكبر قوة عسكرية على جانبي المتوسط وتمكنت ان تحتل (الاندلس)التي تشكل 4/3من اسبانية بين 1492/710م

وثالثا-كرد فعل ديني وسياسي كانت فرنسة فد تصدت عام 732 لاول غزواسلامي لجنوبها الغربي القادم من اسبانية الذي قاده عبد الرحمن الغافقي ودحره الجنرال شرل مارتيل الذي يتعبرصلاح الدين الاوبي وقادت عام 1189 اولى الحملات الصلبيبة التي بقيت تقودها وتمولها وتباركها حتى نهاية القرن الثالث عشرحيث ضعفت فرنسة امام دول اوربية اخرى وحيث ظهربالشرق العربي الاسلاممي المماليك والعثمانيون الذين اظهرواكثرقوة ونشاطا للدفاع عن اراضي المسلمين من العرب الذين تخندقواحول امارات وممالك قبلية صغيرة وضعيفة

 ورابعا-نتيجة لصراع وتنافس القوى دوليا صارت فرنسة منذ عام 1789من بين اكبرالقوى العسكرية الاوربية التي منها اسبانية والبرتغال وانكلترة التي غزت بلدانا عربية واسلامية وفرضت لغتهاوسياساتها وانماطا من اقتصادياتها المتطورة التي احتاجت لايدي عاملة رخيصة فكانت من بين اولى الدول الاوربية التي استقبلت منذ 1848مهاجرين من دول شمال افريقية خاصة ومن لبنان وسورية وبدرجة اقل من مصروكذلم من دول افريقية الغربية والوسطى ذات الغالبية الاسلامية فتكونت فيها بالتدريج اكبرجالية اسلامية تقدربين 8/7 مليون منهم خمسة ملايين يحملون الجنسية الفرنسية وهم ثاني اكبرتكتل بشري (عنصري عربي وبربري )وثقافي(اسلامي )فيها بعدالايطالين وقبل البولونيين والاسبان والبرتغاليين ويسبقون كثيرجدا (يهود فرنسة) بشرقييهم من السيفرادواوربييهم الاشكينازالذي لايزيدون بمجموعهما عن ثلثمائة الف نسمة لان نصفهم هاجرولا يزال يهاجرلاسرائيل من نشؤوها عام 1948            

وخامسا-مع هذا العدد الكبير لمسلمي فرنسة الذين مضى على بعظهم ستة اجيال حيث ان بعظهم (على قلتهم ابدل اسمه واخرابدل دينه )غيرانه باغلبيتهم العظمى لا يزالون يعيشون على الهامش ولا يشاركون بالحياة السياسية والثقافية الا لماما ليس فقط بسبب ما يتعرضون له من مضايقات وتمييز وظيفي غير انهم هم انفسهم اختاروالعزلة والانسحاب من معظم الانشطة المتقدمة فنيا وثقافيا لان بلدانهم الاصلية تخشى من تعلمهم وعشفهم للحرية والدمقراطية ولان معظم القائمين على امورهم الدينية بفرنسة موفدين من دولهم الرجعية والمستبدة التي لا تبعث الا من يخدم مصالحها .. فصار الخطاب الديني والسلوك البشري لمسلمي فرنسة وغيرها من دول اوربة يعيش حالات من التراجع وعلى النقيض من حالات التقدم التي يعيشها (اليهود والمسيحيين العرب بالدول الاسلامية) الذين نشطوا بالمجالات العلمية والفنية والادبية.. فعندما ترى سافرة بشوارع بغداد اودمشق اوالقاهرة اوتونس تقول بئانها يهودية اومسحية وكئانك تدينها وتحتقرها بل تشك باخلاقها لان المسلمة فرض عليها وقبلت ان يفرض عليها ان (تتحجب وتتغلف وكانها غراب )لكي تتئاخرعن صفوفالعلم والتقدم وتصبح هي الاخرى هدفا للنقد والانتقاد من المجتمعات الاوربية على انها تساهم بارهاب الذي تتعرض له بعض الدول الاوربية التي نرى الكثير من شعوبنا نصف الامية و4/3الجاهلة وغالبية قياداتنا السياسية ترحب بها لتحررنا من حاكم مستبد خلقناه بافنسفنا لنئاتي بحاكم اكثر استبدادا وفسادا لكي نبقى شعوبا  نراوح بامكنتنا وتسرق منا ثرواتنا امام اعيننا ونحن عنها غافلين لاننا لانعرف ماذا نصنع بها بل نتضرع للسماوات لكي تمطر علينا امنا وسلاما وثيابا وطعاما

وسادسا- في الانتخابات التي جرت بيوم الاحد 6 كانون اول 2015 لانتخاب رؤساء ثلاثة عشر مقاطعة فرنسية وشاركت بها عشرة احزاب  كانت نسبة الغياب عن التصويت قد بلغت /42 كان منها /70 من العري والمسلمين 

وفي انتخاب الدورة الثانية التي جرت في 13 كانون اول 2015 بقيت ثلاثة قوى متنافسة هي

الاشراكيون بقيادة( كلود بارتيلون) رئيس الجمعية الوطنية ومعهم الشيوعيين وجماعات الخضر واليسارالمتطرف وهم عادة قريبين من المهاجين عموما ومنهم العرب والمسلمين

حيث ظمت قائمته 225 مرشحا منهم 32 من المسلمين والمسلمات احدهن تحتل الموقع الاول وهي (ناجد عزازبمنطقة (السين العليا)   

واليمن الوسط ومعهم الدمقراطيين المستلقين برئاسة الرئيس الاسبق ساركوزي البلغاري الاب والمقدوني الام اليهودية وتقودهم السيدة (فاليري بريكريس)        

 وظمت قائمتها 225مرشحا بينهم 18مسماومسلمة بادوار

ثانوية

 وقائمة الجبهة الوطنية ذات التوجهات اليمينية المتطرفة اكثر ضد العرب والمسلمين بقيادة ( السيد فاليريان سان جست) وظمت قائمته اربعة مسلمين

ومع ذلك سنجد بئان الغياب سيكون الاكبربين الناخبين من الملايين الثلاثة من العرب والمسلميين لانهم مشتتوالفكروالوعي والتوجهات المحلية والمذهبية ولذلك فالعيب فيهم وليس بالاخر وبالتالي ليس من حقهم ان يحقدوا وينتقدوا لانهم لا يحسنون التكتيك والستراتيجية بالعمل السياسي    

حسن في 13 كانون اول 2015