محمود درويش لا يزال حيا

محمود درويش يقاتل وهوميت   

د. المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي
في الاسبوع الثاني من اذار 24قامت هيئة الأمربالمعروف والنهي عن المنكربمعرض الكتاب الدولي المقام بالرياض بسحب الأعمال الكاملة للشاعرالفلسطيني الراحل محمود درويش بعدما (اكتشف )احدهم بان فيها كلمات وعبارات ليست الحادية كما يدعون بل صوتا فلسطينيا مناضلا كان مع المئات من امثاله من مفكري فلسطين ومنهم ادور سعيد من الذين لا يزالون يشكلون خطرا على الصهيونية التي يصفها على انها نازية وفاشية تمارسها ضد شعب فلسطين اليهودي العربي والمسيحي العربي والمسلم العربي التقتيل والتهجير والتجويع بل هو اخطرعليها من عملية انتحارية لقتل اطفال ونساء   
بتل ابيب او دمشق اوبغداد والاجراء قد يكون مشروعا للكثيرين من العرب والمسلمين.ولكنه لاخرين من المسلمين يشكل كارثة ثقافية وعيبا على بلد ووطن يحتظن ديارمكة والمدينة االلتان ولد فيهما شعراء وفلاسفة ومفكرين ومجتهدين بالفقه والسياسة والاقتصاد فقد كان العرب قبل  الاسلام لم تحكمهم دولة مركزية مستبدة بل هم قبائل مستقرة ومتنقلة ويمارسون حياتهم بمحيط امبراطورتي فارس من الشرق والرومان من الشمال فيما يحيطهم البحران من الغرب والجنوب . وعندما جاء الاسلام وشكل محمد دولته بالمدينة مارس مبادئ وقيم واساليب التحاوروالتشاوروالتجادل والتناظروالتسامح والعفو والانفتاح والتعايشمع من حوله وتبعه الصحابة الاوائل الذين نشروا الاسلام شرقا وشمالا من خلال السيف والقلم معا .بل كان القلم والخبز اوقع لدى شعوب اسية الوسطى وافريقية الشرقية والغربية .

3- وعندما اكتفى المسلمون بالسيف وتركوا القلم ذهب مجدهم لان الاستبداد والطغيان وغياب العدل والحرية وتجهيل الناسواحتقار المرئة لا يقيم دولة ولاوطنا ولاحضارة

 4-ان سياسة السلطات السعودية على محاربة النوروالضوء سياسة قديمة عندها  فقد مارستهامن قبل ضد افكار ومبادئ تسميها شيوعية اوبعثية اوقومية اواشتراكية او يسارية اوعلمانية ..فكتب ماركس وانجلس وانشتاين والخوارزمي وابن رشد وميشيل عفلق وصلاح البيطار وفهد سلمان فهد وطه باقرومحمد علي كرد وناصيف اليازجي وميخائيل نعيمة ونديم الجسر ورشيد رضا وعبد العزيزالدوري وقاسم امين ومنيف الرزاز ومحود امين العالم ومحمد عبدة وجمال الدين الافغاني ونزار قباني ونازك الملائكة والجواهري وادوارد سعيد وعبد الرحمن بدوي وطارق رمضان وحسن البناء وطه حسين وعلي الوردي وغيرها وغيرها ليس لها وجود بالمكتبات السعودية التي تعج بكتيبات هزيلة ورجعية ومتخلفة وبدائية وتجهيلية وتسطيحية وقدرية تعتمد ليس على القران والسنة المعتمدة من جامعي الحديث الستة وهم البخاري وابو دادو والترمذي والكسائي وابن ماجة بل على اقاويل الوهابية والحنبلية والهيمنة الامريكية والبريطانية لكي تظمن كما تعتقد التحكم بابناء وطنها طبقا لسياسة جوع كلبك لكي يتبعك 
 
5-ان جريمة تصدي السلطات السعودية المعاصرة للاعمال والانشطة والفعاليات الابداعية والتنويرية والتطويرية والتجديدية لا تختلف عن جريمة الخميني بتحليل هدردم المفكرالمسلم سلمان رشدي الذي انتشر كتابه بسبب خطيئة الخميمي اكثر بكثير من وريقات الخميني والخمينية حول ولاية الفقيها الغائب الذي لن يئاتي ولا تختلف عن جريمة البابوية التي حاكمت العالم الفلكي غاليلوعاش بين 1642/1564م الذي قال بان الشمس مركز الكون وليست الارض التي مع القمرهما من بين توابعها واصرعلى قناعته العلمية حتى بعد ان اجبرته الكنيسة لان يتراجع عن اجتهاداته فقال انا نادم على ما قلت ولكنها الحقيقة
  .
6-ان السلطات السعودية ومن يماثلها ويساندها يتصرفون مثل طيرالنعامة ذي الرقبة الطويلة التي تحاون ان تخفيه عن الناس ومعرضة جسدها الكبير نسبيا لمن تريد ان تحتجب عنهم .فهذه السلطات نست لجهلها بان اكثر من /85من مواطنيها ورعاياها يملكون رغما عن ارادتها المتخلفة اجهزة هواتف ذات تقنيات عالية ومتطورة تحتوي على انماط النشاط البشري لا يقف امامها غبار صحراء نجد التي يحاول ان ينثرها الجهلة والمتخلفون الذين عليهم ان يعلموا بان العلم والحرية هما رديفان للايمان الذي لا يكتمل بدونهما

7-على السلطات السعودية وغيرها من السلطات العربية والاسلامية ان يتعلموا من خصومنا القريبين والبعيدين ويتسائلوا لماذا هم متقدمون ويتقدمون بكل المجالات بما فيها الدين ونحن نراوح بامكنتنا بل ونتراجع عن القليل المتوفرلدينا؟

8- كنت كغيري من سكان بغداد بملاينهم الخمسة نعبرالجسورالقليلة السبعة المقامة عليها ونتنزة على شاطئي دجلة ..غيران صدام عندما سرق السلطة بين 2003/1979 حاول ان يسد على ملايين بغداد كل شبابيك ونوافذ شاطئي النهر حيث بنى حولهما اسوارا ووضع حراسا ليمنع الناس من الاقتراب منهما بل وضع شرطة على الجسور لكي يمنع الناس لتقف وتتطلع على مياه دجلة النقية والعذبة وهي قادمة من الشمال ذاهبة للجنوب لتصب بالبحر دون ان نستغلها كما فعل الاتراك بعشرات السدود على دجلة والفرات  ويتغنى كما تغنى الشاعرالعباسي البغدادي علي بن الجهم عاش بين 863/803م و 249/188هجري بقوله (عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري ) بل كان النهر خاليا حتى من صيادي السمك الذين كان عليهم ان يذهبوا بعيدا ليصطادوا .كما كان المواطن الذي يعبرعلى الجسرالذي تقع على جانبه الشرقي الشمالي مستشفى الشعب ( مستشفى صدام ) وعلى جانبه الشرقي الجنوبي وزارة الدفاع عليه الا يتطلع على ابنيتها لان صدام كان يرى كل مواطن خصما وليس صديقا او حليفا ..وتناسى وتجاهل لجهله العلم والتكنولوجية ..فعندما جائت الطائرات الفانتوم والتورنادو من حدودنا الجنوبية والغربية قصفت بدقة /100مواقعا واهدافا وجسورا ومقرات ومؤسسات بغدادية وبصرية وكوتية ورمادية وموصلية كانت ممنوعة على المواطن ان يمراو يقف امامها        

9-ان التحرير والاستقلال والتقدم يبدئا بتحريرالعقل وتحريرالانسان رجلا وامرئة فقد حررمحمد بلال بن رباح واهله وسمح للاخشيدي ان يحكم مصرومن جاء بعدهم واعتمدت اللغة العربية صيغة المثنى لكي تؤكد على الذكر والانثى ولا يوجد احدهما دون الاخر ولا يجب ان تتباعد بينهما المسافات بل يفضل ان تكون متساوية 50/50 او 51/49 لاهدهما حيث قد تكون المرئة هي التي تئاخذ دور الريادة والقيادة عندما يعجز الرجل لاسباب عديدة طبيعية واجتماعية     

10-عندما لا تخجل الانظمة تفعل كما تشاء وعليها ان تنتظرالعقاب مهما طال الزمن