ماذا لو اتبعت تركية فرنسة وخرجت من حلف الاطلسي ؟

ماذا لو اتبعت تركية فرنسة وخرجت من حلف الاطلسي ؟

د. المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

    
ان دولة /جمهورية تركية الحديثة الاسيوية بنسبة /99 والتي ولدت عام 1923على انقاض الامبراطورية العثمانية وحاولت ولا زالت ان تتئاورب حيث غيرت حروف لغتها من العربية لللاتينية وبدلت عطلتها الاسبوعية من الجمعة للسبت والاحدعلىالرغم من ان /99.9 من شعوبها من المسلمين واعادت علاقاتها مع الدول التي كانت حتى نهاية الحرب العالمية الاولى خصوما لاجدادها العثمانيين وهم خاصة بريطانية وفرنسة والولايات المتحدة وقبضت عام 1937لقاء عدم مشاركتها بالحرب العالمية الثانية التي كانت تلوح بالافق بجانب الالمان كما فعل العثمانيون ثمنا باهضا حيث حصلت من فرنسة على هدية هي مقاطعة وشواطئ ميناء الاسسكندرون السوري الذي لا يقل مساحة واهمية عن عربستان العراقية التي استولت عليها ايران قبيل الحرب العالمية الاولى واقامت منذ نشئات اسرائيل عام 1948علاقات دبلوماسية معها وصارت منذ عام 1952عضوة بحلف الاطلسي ..ومع ذلك فان تركية بقيت محاصرة اوربيا حيث لم يسمح لها ان  تكون عضوة باية لجنة اوربية ولا بالسوق الاوربية ولا بالبرلمان الاوبي ولا بالعملة الاوربية ولا بالنشاطات الرياضية والثقافية والفنية الاوربية..بحيث كادت ان تفقد هويتها فهي لا اوربية ولا اسيوية ..مما اجبرها واضطرها لاسباب وطنية البحث لايجاد منافذ وشبابيك تتنفس منها لكي تتجنب الاختناق والضعف المستمر خاصة وان الصين صارت وبعلم وصمت دول حلف الاطلسي المستثمرالاكبر باحد اعضاء الحلف وهي اليونان احدى اهم جيرا ن تركية من الدول الاوربية ولها معها مصالح وصراعات تاريخية وجغرافية قديمة معها ولا يزال بعضها قائما منها لنفوذ التركي اليوناني المشترك  بجمهورية قبرص حيث تحتل تركية شريطا صغيرامنها  تسميه (جمهورية قبرص التركية )المعزولة والضعيفة والمؤقتة فيما تدعم اليونان قبرص لكي  تقضي على قبرص التركية ..فارادت تركية هي الاخرى ان تستفيد من الخبرات الصينية البلد الاسيوي ثاني اكبر دولة بالمساحة  بالعالم والاول بالسكان .فقررت تركيا وهي على حق ومبارك لها قرارها نامل ان تصمد بقرارها المشاركة بانتاج نظام دفاع صاروخي مع شركة صناعية صينية على الرغم رفض اسرائيل والشركات الصناعية العسكرية بالولايات المتحدة وفرنسة الذين اعطىوا لهذا ا لاتفاق التركي الصيني البسيط والمتواضع الذي لم يلد بعد صبغة عسكرية وليست تجارية حيث عبرت الولايات المتحدة ومعها دول حلف شمال الاطلسي عن قلقهم البالغ والشديد والخطير بشأن هذه الصفقة التركيةالصينية المتواضعة التي لا تزيد قيمتها عن  3.4 مليار دولار قائلين  بان هذا النظام العسكري الصيني لا يتوافق مع النظم المفروض على بعض دول الحلف بمن فيهم تركيا حيث قال ناطق باسم  الحلف ان محاولة ادخال نظام عسكري صيني بدفاعات عسكرية تركية يثيرمخاوفا بشأن الأمن الالكتروني للحلف
 ..وجاء رد فعل الصين التي تتعرض هي الاخرى لحصارات تقنية  من كل الدول الايرو امريكية على لسان السيدة هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية التي قالت بانه لا يوجد سبب يدعو لقلق دول الحلف لان الصين تتبع قواعدا صارمة بشأن صادرات الاسلحة لضمان عدم حدوث تأثيرعلى الاستقراروالسلام العالميين.وان التعاون بين شركة صينية وتركيا هو تعاون عسكري وتجاري بسيط ونأمل ان تتمكن كل الاطراف المعنية من النظر بموضوعية وعقلانية له  
 وعدم اضفاء صبغة سياسية علىه ..كما تحدث متحدث باسم  وزارة الدفاع التركية قال ان بلاده  تفضل نظام الدفاع الصاروخي الصيني المسمى ( إف.دي-2000 ) الذي تنتجه ( شركة بريسيشن ماشينري امبورت اند اكسبورت الصينية لتصديرواستيراد المعدات الدقيقة) لانه أقل تكلفة من انظمة منافسة تنتجها شركات روسية وامريكية واوروبية.ويؤدي نفس الاغراض ..
علما بان الولايات المتحدة تفرض عقوبات تقنية على تلك الشركة الصينية تحت ذريعة انتهاكها قانون حظرانتشارالاسلحة بعقدها صفقاتعسكرية  مع ايران وكوريا الشمالية وسوريا..دون ان تشير الولايات المتحدة الى انها ومعها فرنسة والمانية يفتحون مخازن اسلحتهم الحديثة بالمجان  امام اسرائيل ..
والسؤال المركزي هنا هو.. اذا كان هذا هو الموقف الايرو امريكي من عملية عسكرية وتجارية بسيطة بين الصين وتركية.. فكيف سيكون رد فعلهم فيما لوارادت مصران تصين تسليح جيشها ؟ واذا ارادت السعودية وقطروالامارات والكويت وايران ونيجيرية والجزائر والعراق ان تستقطع /10فقط من ايراداتها النفطية لانفاقاتها العسكرية (غير المبررة ولا ظرورية )مع الولايات المتحدة وبريطانية وفرنسة وتوظفها للاستثمار العسكري مع اليابان اوالهند اوالصين التي يمكن ان تجهز هذه الدول بمعدات عسكرية خفيفة وقليلة التكاليف تتناسب مع القدرت العسكرية المتواضعة لهذه الدول ؟
ان هذا المثل هو واحد من مئات الامثلة على ان الدول الايرو امريكية تريد ان تبقى كل الدول لعربية والاسلامية رهينة لمنتجاتها المختلفة لكي نبقى تابعين دائميين لهم ..والا فكيف يمكنك ان تحارب وتنتص على دولة تجهزك بالسلاح ؟..هذه احدى محن العرب والمسلمين المطالبين ان يفهموا بان الدول الاستعماريةالقديمة تريد ان تديم استعمارها بطرق متعددة لنبقى  نعيش بالفضائات  والسجون الايروامريكي الاسرائيليوبانقساماتنا الطائفية والقومية  فيما نجحت لحد كبير كل من الصين والهند والبرازيل وفنزويلا من الخروج من الاسوارالايرو امريكية الشائكة المرتفعة..وماذا سيحصل لو خرجت تركية من حلف الاطلسي وقطعت علاقاتها باسرائيل ؟.
AL Zaidi Hassan- Docteur Es Lettres en Histoire.
Président de l'Association des Irakien(ne)s et leurs Ami(e)s de France (A.I.A.F.)
Site : http://alzaidi.canalblog.com/