البابا يصلي على ضحايا المسلمين

البابا فرانسوا يصلي على موتى المسلمين!

د. المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

 في 3تشرين اول 2013 وقع حدث جديد وجلل اودى بحياة  300من اصل  500 مهاجرا مسلما من اسية اغلبهم من سورية ومن افريقية اغلبهم من ارتيرية ذات الغالبية العظمى الاسلامية غرقوا على شواطئ المتوسط  بمدينة (لامبيدوسة/لامبيدوزة  ) الواقعة بجزيرة صقلية الواققة باقصى جنوب ايطالية ويحدها من الشرق مالطة ذات اللغة الوطنية السامية العربيةالجذورومن الغرب تونس التي تعتبرجغرافيا الاقرب عليها من الجهة الجنوبية للبحروكانت تونس بعهد الاغالبة حكموا بتونس بين 909/800م قد احتلتها ولا يزال بعض اثارالمسلمين فيها .وهي اليوم تستقبل ليس غزاتا ولامحتلين مسلمين بل بؤساء وفقراء وجياع وخائفين مسلمين هاربين من ظلموتعسف واستبداد حكام وانظمة بلدانهم ويبحثون ويطمحون عن مستقبل افضل وعن عمل وعن تعليم وعن صحىة وعن سلام وعن حرية وعن دمقراطية وهي كلمات ومفاهيم ومصطلات ومبادئ صارت شبه غريبة او ممنوعة بمعظم المجتمعات الاسلامية التي ينتشر بين الغالبية العظمى من حكامها  النذالة والعمالة والاستبساد على مواطنيهم بالوقت الذي يكونون فيه عبدا للقوى الايروامريكية..
..كان كل من هؤلاء المهاجرين قد دفع الف دولاروهو مبلغ ضخم جدا بالنسبة لاي منهم  قبل ان يمتطي البحر ليتكدسوا مثل الاسماك المعلبا والمجففة بسفينة شحن قديمة وصغيرة لا تسع لمثل هذا العدد الكبير جدا من الرجال والنساء والاطفال والذين لم يحقق معظمهم اي من احلامهم لان/60 منهم تحولوا لجثث حيث واجهتهم رياح وامواج عاتية منعتهم من الوصول للشواطئ الايطالية حيث انقلبت سفينتهم بوسط البحر ولم يكن لديها من الوسائل التقنية العالية لتطلب نجدة  التي جائت متئاخرة وقليلة القدرات .فانتشرت اجسادهم على مساحة واسعة بالبحرولم تكن واقياتهم كافية لتنجيهم لان بعظهم لم يمخربالبحرمن قبل وتمكن رجال الانقاض من انقاذ مائتين من الاحياء والتقاط 130جثة من اصل 300من الموتى حيث ذهب 170جسدا بعيدا عن اعين وعن القدرات التقنية للمنقذين وصاروا اطمعة للقروش والاسماك الكاسرة الاخرى ..فيما كان ال 200 الناجون قد وضعتهم السلطات الايطالية بالمعسكرالشاطئيا لصغير ) بمدينة لامبادوزة ) الذي كان ولا يزال يوجد فيه قبلهم 1500شخص في حين انه خصص ليستع لما لا يزيد عن مائيتي شخص فصاروا سجناء من نوع اخرلانهم غيرمرحب بهم بايطالية وخاصة بجنوبها الذي يعاني هوالاخرمن بطالة تصل ببعض المدن الفلاحية لاكثر من /55..كما ان كل الدول الاوربية الاخرى وخاصة المجاورة لايطالية وهي سويسرة التي لا تستقبل الا ذوي الملايين والمليارات واسبانية وفرنسة اللتان تعاني كل منهما من بطالة تراوح بين /35 باسبانية و /10بفرنسة ..ولم يبق امامهم الا بعض الدول الاوربية الشمالية الاسكندنافية 
 واليوم الثلاثاء الموافق 8 تشرين اول 2013 اي بعد اربعة ايام من الواقعة قررالبابا الارجنتيني الاصل فرانسوا والذي لم يمض على تسلمه رئاسة البابوية الا عدةاشهر ان يقوم بملاقاة الاحياء
 منهم والصلاة على الموتى منهم ..فركب باخرته البابوبة الراسية على شواطئ البحرالابيض الذي يقع غرب روما ب 30 كم  واصطحب معه بعض حواريه واحباره  واتجه بهم بحرا وكانه المسيح الجديد يتنقلمع حواريه بين القرى الفلسطينية  فيما اتجه هوجنوبا نحو صقلية التي تقع باقصى جنوب ايطالية حيث اجساد واشلاء المهاجرين المسلمين قد وضعت بصناديق للشحن من حيث اتوا للذين
 لهم عناوين واستقبله الاحياء من المهاجرين الناجين وكئانه المسيح المنقذ فصلى بهم رافعا يديه للسماء واشاربيده اليمنى (للثلاثية الكاثوليكة وهي الاب والابن وروح القدس ) ولم ينس بانه يزورفقراء مسلمين فهنئهم بقدوم العيد الاكبر للمسلمين وهوعيد الحج اوعيد النحروالتضحية ..  ..
واذا ما علمنا بان اي سفيرعربي اومسلم من سفراء ال  68 دولة عربية واسلامية اوذات غالبية اسلامية لها سفارة بايطالية وثلثهن  لهن سفارات بالفاتيكان ايظا واخرى لهن سفراء غيرمقيمين بالفاتيكان ومثلهم سفراء بمنظمة الغذاء ( الفاو) التي مقرها روما ومع ذلك لم يفكر ولم يبادر ولم يجتهد اي يتكلف اي منهم لان يجهد نفسه  لملاقاة هؤلاء البؤساء الابرياء ويقراء الفاتحة على موتاهم ويعزي من بقي منهم ويتكرم بحفنة من الدولارات مما لديه من صلاحيات مالية كبيرة بما فيها ملايين الدولارات على شكل نثرية ودعائية .. فمن واجبنا وحقنا ان نشعربالحزن وبالخجل من انفسنا وندين انظمتنا وخاصة النفطية منها التي عليها ان تبرمج سياسات استخدام الايدي العاملة العربية والاسلامية على ضوء الدول الاوربية التي لديها مكتب مركزي في البرلمان الاوربي يهتم بقضايا المهاجرين..
كما اننا كعرب وكمسلمين علينا ان نقدرهذه المبادرة الانسانية والحضارية والشجاعة والايمانية والسياسية للبابا فرانسوا الذي يريد ان يعيد سياسة البابا  يوحنا الثالث والعشرين حكم بين 1963/1958م الذي قرر اقامة حوارات مع الاديان الاخرى بما فيها الاسلام وميعها من جاء بعده  .
  ان استشهاد ثلثمائة مواطن ومواطنة عربي مسلم ومسلم غيرعربي حيث لم يكن بينهم مسيحيا يتطلب منا جميعا افرادا وجماعات ومنظمات واحزاب ومذاهب وطوائف واديان ودول ان نفكر بشكل جدي بطرق جديدة لحياتنا التي يجب ان تقوم على التكافل الاجتماعي والتعايش وادانة احادية المواقف السياسة والمذاهب والطوائف.

AL Zaidi Hassan- Docteur Es Lettres en Histoire.

Président de l'Association des Irakien(ne)s et leurs Ami(e)s de France (A.I.A.F.)
Site : http://alzaidi.canalblog.com/