االانتخابات الرئاسية الايرانيه دمقراطية خاصة

الانتخابات الرئاسية الايرانيه دمقراطية خاصة

د المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

يجب ان نهتم ونكتب  نحن العرب والعراقيين عما يجري في ايران لاسابب عديدة منها

1- كون ايران احدى ثلاثة جيران في الجغرافية  لدول الجامعة العربية اوهي الحبشة / اثيوبية الافريقية من الغرب  وتركية من الشمال فيما تحدنا ايران من الشرق

2-ولكونها دولة اسلامية ولكونها الدولة الوحيدة التي تتبنى رسميا منذ عام 1660المذهب الامامي العلوي الاثني عشري  على يدي عباس الصفوى حكم بين 1629/1588م مثلما تعلن السعودية رسميا منذ عام 1924 عن وهابيتها ومثلها روسية الاتحادية او الاتحاد السوفياتي السابق الذي كان يحمكه حزب واحد بين 1991/1917 وكما هو حال الصين منذ عام 1945 وكوبا منذ عام 1959وكورية الشمالية منذ عام 1945 وفي سورية منذ عام 1963وفيتنام منذ عام 1975 وتركية منذ عام 1991 وفي ايران منذ عام 1978يحكم حكمها حزب رئيسي واحد وهو حزب من يطلق عليهم الملالي ورجال الدين

3-  ان دولة ايران الدينية اعتمدت المبدا والمنهج الجمهوري منذ عام 1979 ومبدا الدمقراطية البرلمانية والنظام الرئاسي على الرغم من وجود هيئة دينية تسمى مجلس صيانة الدستور والقائد الاعلى الذي يؤمن بفكرة ولاية الفقيه اي انه حاكم وكيل / نائب لحاكم غائب وسبقى غائيا وسيغيب طويلا جدا حتى لو ادعي بين فترة واخرى رجال ظهوره هنا وهناك باسم المهدي كما في السودان الحركة المهدية او في ليبية عمر المختار او في ايران مثلما يتنظر اليهود مهديهم او عيستهم لان مسيحنا هذا هو بالنسبة لليهود دهو دجال وجب صلبه 

4-  ان ايران بانتخاباتها الرئاسية السابعة الحالية التي جرت في 14 حزيران 2013 شارك بها ستة مرشحون كلهم شعة ويديرون بالفلك المذهبي ولكنهم موزعين في الرؤيا والاجتهادات والفلسفات بين المتشدد المتطرف والرجعي وبين المحافظ المعتدل الوسطي وبين الاصلاحي والتنويري المتقدم المعاصر  وتنافسوا وتصارعوا وتبارزوا بما لديهم من برامج ومناهج ويحاولون ان يبحثوا  عن افضل السبل للحكم الاسلامي الرشيد  مثلما تحاول الوهابية السعودية ان تعمل منذ عام 1924م ومثلما يتمنى حزب العدالة التركي السنيمنذ عام 2000 ومثلما يحاول بتخبط حزب الدعوة والاحزاب والحركات الشيعية في العراق منذ2003 ومثلما تحاول حركة الاخوان المسلمون بمصر منذ 2011   

5- لقد شارك بهذه الانتخابات الرئاسية الايرانية ما يقرب من 50مليون مواطن ايراني ممن يحق لهم المشاركة بالانتخابات اي الذين يبلغون من العمر20سنة فما فوق بمن فيهم الموجودين خارج بلادهم وخاصة ببريطانية وفرنسة وروسية وسورية ولبنان وسورية وقد وصلت نسبة المشاركة الى  /70من الشعب الايراني  وليس بيعة صدامية او اسدية بشارية بنسة /99.9 ولا نتحدث عن السعودية التي ترى في الدمقراطية عيباوتتنبى الحكم الملكي الوراثي الذي يدينه القران

 6-لقد جائت النتجة الاولى  في المرحلةاو الدورة  الاولى بتقدم اثنين من المرشحين على غرار مطرب العرب الاول الذي سينحصر حسب استطلاعات اكثر من مائةمليون مشاهد عربي  (لقناة ام بي سي التي يملكها الاصلاحي الوليد بن طلال ال سعود )  بين اثنين هما  محمدعساف  الفلسطيني وفرح يوسف السورية ومن المحتمل ان تكون من حصة الفلسطيني الذي يحظى حتى الان بقبول اذواق الغالبية العظمى للمشاهدين العرب الذي يفضلون الغناء والطرب العربي الاصيل مما يدل على ى ان الجمهور العربي لا يزال يهتم بالفن والادب والثقافة والذوق مثل اهتمامه بالسياسة ويميز الغث من السمين   

-7-ان تقدم  (رجل الدين )حسين روحاني بنسبة /47 على منافسة محمد باقر غاليباف الذي كان محافظ طهران وكانت فرصته اكبر لان يفوز لو كان قد احسن عمله اثناء وجوده كمحافظ للعاصمة فيما جاء سعيد جليلي الذي كان رئيسا لما يسمى البرنامج الننوي الايراني في المرتبةالثالثة بينما جاء محسن رضائي رئيس الحرس الثوري وهو بمستوى قوات / فيلق بدر في المرتبة الرابعة فيما كان علي اكبر وزير الخارجية الاسبق في المرتبةالخامسة ومحمد خرازي في المرتبة السادسة  .. ولذلك فان تقدم روحاني عليهم جاء لانه كان من بين منتقدي مرحلة الرئيس المهندس احمد نجاد كما انه قدم برنامجا اصلاحيا شاملا معتدلا يدعو لمشاركة الشباب بالمؤسسات المختلفة واعطاء المزيد من الحريات الثقافية و الاجتماعية والسياسية للنساء واقامة علاقات سلمية مع جيران ايران والعالم وان البرنامج الننوي الايراني لا ينبغي ان يكون حجة لتجويع الناس  ..

8-ان فوز (رجل دين معمم ) يدل على ان العمل السياسي الجيد لا يرتبط بالملابس ولا بالشهادات  العلمية بل بالوعي الحضاري ..فالخلفاء العرب الذين نجحوا بادوارهم وهم قلة قليلة لم يكوزنوا يلبسون ملابسا كالتي نليسها الان ولم يكونوا خريجو جامعات بل رجال امنوا بربهم وباوطانهم وبشعوبهم .. فيمكن ان تلبس عقالا وتحكم بشكل عادل ويمكن ان تكون طبيا وتسيئ الحكم كما يفعل طبيب العيون بشار وقد تكون مهندسا ولا يحسن حتى الان تخطيط سياسة تعيد لمصر دورها التاريخي الطويل والكبير في افريقية واسية

9- وفي انتظار الجولة الانتخابية الثانية نتمنى للرئيسالايراني  الذي سيفوز بها  بان يعلم بانه لا بديل لايران لكي تعيش باستقرار وتقدم من اقامة علاقات حسنة ليس مع الولايات المتحدة او روسية بل مع جيرانها من جهة الغرب وهم العرب ومن الشرق والشمال وهم اخوتنا واخوتهم من سعوب اسيالوسطى من باكستان التي كانت تسمى بلاد السند وافغانستان وتركمانستان واذربيجان وارمينية وتركية حيث كانت المقاطعات الايرانبة وخاصة خراسان والري ومرو وكرمان وفارس  مراكزا ومقرات للامراء والولاة الامويين والعباسيين الذين تقدموا منها شرقا وغطوا كل اسية الوسطى بنفوذهم العسكري الذي لم يحسنوا ادارته للتعامل مع تلك الشعوب التي جعلوها بقرات حلوب بدلا من ان تكون دروع حماية ووقاية للاسلام الذي امن به شعوبها ولم يؤمنوا لا بالعرب ولا بلغتهم..ولم تكن مقولة عمر بن عبد العزيز خاطئة عندما قال لم يات محمد جابيا للاموال والضرائب بل داعيا ومبشرا ونذيرا

     10-وعلى الرئيس الايراني الجديد ان يعلم بان القوة والمنعة لاي شعب ليس بالسكاكين والسيوف والمدافع والاسلحة الننوية التي هي اسلحة ذات حدين بل بالحقول والمدارس والمعامل والمصانع وبالجمعيات والمنظمات المهنية المختلفة وبالاحزاب السياسية وبالتعددية وتداول السلطة وعدم احتكارها واقرار حريات المعتقدات القومية والدينية والمذهبي

11- وبصفتي عربي ومسلم افتخر ان ارى واسمع بان هناك دولة اسلامية جرت فيها الانتخابات الرئاسية بطريقة شبه نموذجية اغاضت كل خصوم العرب والمسلمين من خلال تعليقاتهم وغيرتهم وحقدهم عليها ومنهم اسرائيل اولا التي تحاول دائما ان تدعي وتحتكر الدمقراطية لها وحدها وتتمنى ان نبقى نخضع لحكام طغاة ومسنبدين وجهلة يحكموننا مرة باسم القومية واخرى باسم الدين

15. حزيران 2013 

AL Zaidi Hassan

- Docteur Es Lettres en Histoire.
Président de l'Association des Irakien(ne)s et leurs Ami(e)s de France (A.I.A.F.)

Site : http://alzaidi.canalblog.com/