اثناء الكوارث الطبيعية والمحن والازمات والمصاعب البشرية تظهرالحاجة للتعاون والتعاضد البشري

 اثناء الكوارث الطبيعية والمحن والازمات والمصاعب البشرية تظهرالحاجة للتعاون والتعاضد البشري

Dr.AL ZAidi Hassan, économiste,historien et ancien diplomate

1

 منذ الازل اثرت الكوارث الطبيعة الجغرافية والمناخية والطقسية على الانسان تئاثيرات مباشرة في اشكاله والوانه والسنته وفي انشطته وحرفه ومهنه وفي عاداته وتقاليده وقيمه الروحية وتظهره في ان ( يبدل ويغير مكانه الجغرافي اونشاطه)

2

ان الكوارث البشرية من صراعات وحروب بما فيها اوسعها وافتكها وهي الحرب العالمية الثانية غيرانها بقيت محدودة جغرافيا ولم تمنع بقية سكان المناطق غير الخاضعة لها من ممارسة معظم انشطتها كالمعتاد تقريبا مع بعض التحويرات   

3

ان الاوبئة والطواعين كانت حتى وقت قريب تنتشر في بعض البلدان اوالقارات وقد تشملها كلها مثل الحصبة والجدري والملايا والتيفوئيد والبلهاريزية والحمى الصفراء وغيرها .غير انها لم (تعم )العالم جميعا ولم تعطل غالبية انشطته وتجعله خائفا ومشككا في اقرب الناس عليه من ان تنتقل له دون ان يعلم وقد ينقله لاهل بيته وجيرانه وزملائه في المدرسة والحقل والمصنع   

4

في الربع الثالث من عام 2019 ظهرفي مقاطعة (يوهان الصينية) الصينية وبائا وطاعونا وفيروسا استثنائا ومتميزا في سرعة خطره سمي (كورونة اوكوفيد -19 )تمييزا له عن فيروسات سبقته اوتلحق به) .وتميز بسرعة انتقاله من خلال التقبيل ولعاب الفم ورذاذ العطس اوالقحة اوالتلامس مع الناس الذين لا يبعدون عنهم  الشخص المصاب بمترعلى الاقل حيث تؤدي  الى ضيق في التنفس (سارس) والى حرارة شديدة وتؤثر بشكل سريع على الرئتين..لذلك انتشرت بسرعة بين الجماعات البشرية المتقاربة مما اجبر الصين لان تفرض حجرا صحيا كاملا لمدة 40 يوما على المناطق التي اصيبت به

5

  العالم بقاراته الخمسة صار بحكم التقدم التقني والاجتماعي متداخلا وكانه دولة واحدة من خلال شبكات البواخر والسفن وسكك الحديد والسيارات والطيران فقد انتشر هذا الوباء بسرعة الى 195/185 من دول العالم

6

 على الرغم من ان اعداد المتوفيين من جراء هذا الوباء لا يتجاوزون حتى الان اكثر من 350 الف شخصا من اصل 6 ملايين تعرضوا للاصابة وشفي منهم حتى الان 2.5 مليون .فيما لايزال الاخرون في غرف الانعاش .اي ان اعداد الموتى متواضع جدا.غير ان (اثارها النفسية والاقتصادية كبيرة جدا )فاقت الاثار السلبية للحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 60 مليونا شخصا حيث حصل في هذه الكارثة الصحية تجميد انشطة الطيران والبواخر والقطارات والملاعب والالعاب والفعاليات الرياضة الوطنية والدولية ودور  المسارح والملاهي والسينمة والمتاحف والمؤسسات الدينية واغلقت الحدود بين غالبية الدول  المتجاورة وظهرت (بطالة اجبارية / تقنية )لمدة 4 اشهر انفقت بعض الدول الاوربية  لتعويضها مئات المليارات من الدولارات بقروض مصرفية استفاد منها اصحاب البنوك والاسهم ورسمالين الاموال..كما ظهرت او نشطت بعض الصناعات منها انتاج المزيد من اجهزة التنس والكمامات والقفازات الطبية ودعوات  لتوطين الصناعات وعدم توزيعها في بعض الدول ..مثلما ظهرت الحاجة لبعض العقاقير لطبيبة لمواجهة هذا الفيروس القاتل و تتنافس عليها (المختبرات الدوائية لتحتكر انتاجها. فالدكتور الفرنسي (ديدييه راول )مواليد 1952في دكار/ السنغال  وصار استاذا في جامعة مرسلية وتخصص في الامراض البكتريولوجية وحصل على جائزة علمية من مؤسسة لويس ديفوري الفرنسية للابحاث الطبية وساهم بتطوير (حبوب هيدروكلوروكين) التي استعملت منذ خمسينيات القرن العشرين ضد مرض الملارية في افريقية  وقام هو في  تجربتهاعلى الف مريض  في فيروس الكورونة وكانت النتيجة ايجابية بنسبة /92 ومع ذلك  تمكنت الكارتلات والترستات الدوائية ان تمنع استعماله في فرنسة  وفي دول اخرى اعتبارا منذ 28 مايس 2020

7

  على الرغم من ان الوفيات بسبب وباء كورونة تباينت بين الولاة المتحدة والصين وايطالية وفرنسة وبريطانية واسبانية والبرازيل وبلجيكة والمانية واليابان والمكسيك وهي دول تنتج /70من الصادرات الانتجاجية العالمية من ادوية ومعدات تقنية (اجهزة ثقيلة صناعية وزراعية وطبية وتعليمية الخ فيما تستورد /80 من المواد الخام من دول العوالم الثالث والرابع والخامس والتي تعيش وتعتمد في تمويلها النقدي في مبادلاتها التجارية على بيع ( تصدير) سلعة اوسلعتين اوثلاثة من سلعها الطبيعية والزراعية مثل النفط والغاز والفوسفات والقطن والجلود والاخشاب للدول المصنعة.. اي توجد علاقة ترابط وتكامل حيوية بين الدول المصنعة والدول المنتجة لبعض المواد الخام.فمثلما تصدر فرنسة مثلا ادوية وعطورا وطائرات ودبابات ..فانها تحتاج الى استيراد نفط وغاز وقطن وغيرها.

لذلك عندما ظهر وباء كورونة اضطرت الدول المتقدمة اتخاذ اجرائات احترازية عديدة وصارمة للتقليل من اعداد الذين يتعرضون لها تمثلت في زيادة المستشفيات واسرتها وانتجت واستوردت معدات اضافية للاشعة وللننفس ولقياس درجات الحرارة ومعامل للكمامات والقفازات لتوزيعها ليس فقط على العاملين في المستشفيات بل للعاملين في خدمات التظيف وعلى قوى الامن والشرطة والجيش وعلى الفلاحين والمزارعين  والاسواق الكبرى فيما تجمدت حركة ملايين السيارات والاف الطائرات مما قلت فيه الحاجة لاستيراد النفط الذي نخفض انخفاضا حادا وصل في بعض الاحيان الى 2دولار / برميل مما خلق تراجعا حادا في ميزانيات اكثر من مائة دولة من دول العالم الثالث التي تعتمد بنسب تتراوح بين 90/50/ من ميزانياتها على تصدير سلعها .فظهرت فيها بطالة اضافية وفقر شبه عام لان فرض الحجرالصحي منع العاملين في بعض الانشطة مثل السياقة والحلاقة  زطب الاسنان وبعض المهن التي تسمى فردية اوحرة من توفير المال اللازم لسد حاجاتهم الاساسية خاصة وان دولهم لم تطبق قوانين الاعانات الاجتماعية فظهرت اهمية التعاون والتكافل العائلي

8

 ان تعافي وتشافي واعادة انشطة اقتصاديات الدول الاكثر تقدما ظروري وهام اكثر للدول المتقدمة نفسها اكثرمن اهميته للدول الفقيرة التي تعتمد على (النظام العائلي او وجود شغيل واحد اواثنين على الاكثر في العائلة الواحدة) ولا يوجد فيها نظام معونات وطنية متكامل وتعتمد ايضا على مستويات تقدم الامم الصناعية لان العالم صار يشبة وطنا كبيرا حيث يمكن للانسان ان يتنقل بطائرة من شرق الارض الى غربها وبالعكس في يوم واحد

                9  

  من ايات القران اللواتي يعتبرن هن امهات الكتاب الاية 13 من سورة الحجرات ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى لتعرفوا . ان اكرمكم عند الله اتقاكمم )  

الخليفة الرابع علي بن ابي طالب  ولد عام 601 في مكة واغتيل في الكوفة في العراق عام 66 بوصيته  لعامله في مصر ملك ابن الاشتر .(الناس صنفان اما اخ لك في الانسانية او في الدين) 

( الفيلسوف السوري ابي العلاء المعري  اش بين 1057/973م بقوله (الناس للناس من بدو من حظر بعضا لبعض وان لم يشعرو خدم

 الايكوسي ادم سمت  عاش بين 1790/1723في كتابه (ثروة الامم )دعا للتبادل المنافع المشروعة بين الامم دون قيود وشروط