الشعب الفرنسي اثبت قدرته على التحكم بقيادة سفينته لمنعها من الخطربانتخاب الشاب عمانوءيل ماكرون الاقتصادي اليساري المعتدل

     غالبيةالشعب الفرنسي اثبتت قدرتها على التحكم بقيادة سفينته لمنعها من الخطربانتخاب الشاب الاقتصادي اليساري المعتدل عمانوئيل مكرون

د.  الاقتصادي المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

  الرئيس التاسع للجمهورية الفرنسية الخامسة التي بدئات عام 1958عمانوءيل مكرون مواليد1978

اولا- في عام 2001 قررالرئيس شيراك الذي فازعام 1995بالانتخابات الرئاسية ضد الاشتراكي ليونيد جوسبان واستلم الرئاسة من الاشتراكي متران الذي حكم 14 عاما متتالية تقصير مدة الرئاسة من سبعة لخمسة سنوات وفازثانية وحكم حتى عام 2007ليئاتي خلفه الرئيس نيقولاساركوزي الذي حكم بين 2012/2007وخلفه الاشتراكي (فرانسواهولند) وحكم ين 2017/2012 واعلن بانه لن يرشح نفسه ثانية لانه لم يحقق ما وعد به ناخبيه بانه سيقلل من نسب البطالة 

ثانيا- في نهاية عام 2016 بدئا كل حزب وحركة يقترح على كل من يرغب من اعضائة الترشيح للرئاسة البالغ عمر كل منهم / منهن 18سنة فما فوق وان يكون غيرمعرض لاية جنحة اوجريمة مالية اواخلاقية وعلى ان تجري حوارات ومناقشات علنية في محطات الاذاعة والتلفزيون فيما بينهم وان يتم اختيار افضلهم من اعضاء الحزب وممن يرغب من المواطنين ترشيحهم عضائه بانتخابات وطنية عامه

ثالثا-في مطلع عام 2017 بدئات الترشيحات لرئاسة الجمهورية من هؤلاء على ان يحضى بموافقة خطية من خمسمائة رئيس بلدية على الاقل

رابعا-تمكن تسعة رجال وامرئتان من الحصول على التوقيعات اللازمه لترشيحهم وصادق عليهم وعليهن المجلس الدستوري وهم وهن كل من 

1-  عمانوءيل مكرون ..مواليد 1978 ودرس الفلسفة والاقتصاد عمل بمصرف عائلة (روتشلد) الالمانية الفرانكوفونية الاصل والتي تعود لابيهم (امشيل مايرروتشلد) عاش بين 1812/1744وقام بارسال اولاده الاربعة لكل من النمسة وايطالية والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسة التي كانت حصتها ولده (جيمس مايرروتشلد ولد في فرنكفورت الالمانية عام 1792وتوفي عام 1868في فرنسة) ويقودهم منذ عام 1999 (ديفد رينيه مايرروتشلد) ولم يكن تعيين عمل عمانوءيل ماكرون وزيرا للمالية والاقتصاد في حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي الاسباني الاصل (عمانوءيل فالس) والرئيس الاشتراكي (فرانسواهولند )مفاجئاة لانه مزكى ومدعوم من المؤسسة المالية والسياسية الاهم في فرنسة..وفعلا اظهرالاقتصادي عمانوءيل كفائة ومقدرة اقتصادية ومالية حيث قدم مشاريع قوانين اقتصادية ناجحة  حضيت بموافقة غالبية اعضاء البرلمان لانها تدعوا لمزيد من الحريات الاقتصادية وتقليل دورالدولة في المؤسسات الصناعية الانتاجية والمالية وتخفيض الضرائب بشكل متوازن على اصحاب المصانع والشركات الكبرى والمتوسطة والصغرى مع زيادات متاضعة بدخول العمال والموظفين والمتقاعدين لخلق قوة شرائية معقولة تسمح بتنشيط حركة الانتاج والتجارة

وبعد اقل من سنتين بعمله كوزيرقام بالخطوة الثانية والمخططة سلفا حيث استقال عام 2016 من الوزارة واسس حركة سماها (مسيرة الجمهورية)ووضع لها شعارا جامعا وهو(لايسارية ولايمنية بل وحدة فرنسه) واكد على ظرورة بقاء فرنسة في الوحدة الاوربية واستمرارعلاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة وروسية وان الارهاب ظاهرة سياسية واجتماعية وليس لها علاقة بالاسلام كدين وان المهاجرين الذين اغلبهم من اصول اسلامية لم يهاجروا لبعض الدول الاوربية ترفا بل اضطرارا لسوء انظمتهم وبحثا عن حياة اعدل واكثرامنا وصحة وعلما وهي حالة طبيعية مارستها من قبل كل الشعوب التي تتعرض لكوارث طبيعية اواقتصادية اوسياسية فالتفت معه وانظمت لحركته قطاعات واسعة من الشباب واغلبية الفرنسيين من اصول عربية واسلامية وبعض اليمنيين المعتدلين واليساريين غيرالمتطرفين  .

2- الحقوقية ماري لوبين ..رئيس الجبهة الوطنية اليمنية المتطرفة مواليد 1978

3- الحقوقي فرانسوا فيون..رئيس وزراء بعهدالرئيس اليمني ساركوزي مرشح حزب الجمهوريين

4-جان مارك ميلانشون ..رئيس حركة فرنسة لاترضخ

5- المدرس بنوا هامون ..مرشح الحزب الاشتراكي

6- الحقوقي نيقولا انيون ..رئيس حزب فرنسة واقفة

7-  المهندس الزراعي جان لاسال ..رئيس حركة مقاومون

.8-العامل النقابي فيليب بوتو..رئيس حزب ضد الرئاسمالية

9-  الحقوقي فرانسوا اسيلينو..رئيس وحدة الشعب الجمهوري

10- السيدة ناتالي ارنو..رئيس حركة نضال العمال

11- المهندس جاك شاماند..رئيس حركة تضامن وتقدم      

خامسا- في 23 نيسان 2017 جرت (الجولة الاولى) في الانتخابات الرئاسية التي حصل فيها كل من (الاقتصادي عمانوءيل ماكرون )على /24 وهي اعلى الاصوات من اصل 47.582مليون يحق لهم التصويت من مجموع الشعب البالغ عدده 67 مليونا فيما كانت الثانية  الحقوقية ماري لوبين التي حصلت على /21 بينما لم يحصل ممثل الحزب الاشتراكي الحاكم وهو(بنواهامون) الا على /6 فقط فيما حصل على /20رئيس الوزراء السابق (فرانسوا فيون) ممثل حزب الجمهوريين الذي يرئاسه حاليا الرئيس السابق ساركوزي كما حصل على /19.58 اليساري (جان لوك مالنشون)رئيس حركة فرنسة لن تخضع فيما حصل على /4.70 (نيقولا ديبون انيون)رئيس حركة فرنسة واقفة فيما حصل كل من المرشحين الستة الاخرين على نسب تتراوح بين /1 و/0.64

سادسا ان نتائج الجولة الاولى اظهرت بان المنتخبين الفرنسيون انقسموالاتجاهين متعارضين هما اليسارالمعتدل الذي يمثله ماكرون الذي يدعو للعودة لشعارات الثورة الفرنسية في الاخاء والحرية والمساواة والى الوحدة الاوربية والى التعايش بين الشعوب وفق مصالح متبادلة مشروعة وبين اليمين المتطرف الذي تمثله السيدة لوبين التي ورثت من والدها ومن جبهتها العداء للهرب والمسلمين حيث لايزال كثير من اعضاء هذه الحركة يحنون لمغانهم ومكاسبهم في الجزائر وينتقد الكثيرين منهم شارل ديكول ورئيس وزراءه ميشيل دوبريه على موافقتهما بالدخول بالمفاوضات مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية وتوقيع اتفاقيات ايفيان عام 1962 والتي ادت لاستقلال الجزائر في الخامس من تموز 1962 بعد استعمار دام 130عاما عجافا .كما انها لا تدين فقط كما يدين كل العقلاء مظاهرالتخلف والاستبداد وعدم النزاهة للغالبية العظمى من الانظمة والحكومات العربية الاسلامية التي لايزال لفرنسة علاقات ثقافية وتجارية وعسكرية واسعة مع معظمها ولا تيدن التطرف والارهاب الاسلامي الذي يدينه كل وطني وتقدمي فرنسي اوغير فرنسي بل تدين الاسلام كدين وحضارة وتتهمه بانه لايتماشى مع روح العصروتدعولطرد ليس فقط كل المهاجرين غيرالشرعيين اي الذين ليس لديهم وثقائق هجرة اواقامة وكل السجناء الاجانب بل باعادة النظر بدراسة مفلات المواطنين الفرنسيين الحاصلين على هويات رسمية سواء بالولادة اوبالزواج من فرنسية اوفرنسي واعادة الحدود الفرنسية والخروج من الوحدة الاوربية وعملة اليورو الموحدة ومن حلف الاطلسي وتفاخر بانها زارت من قبل كل من الرئيس اللبناني ميشيل عون والرئيس الروسي بوتين والرئيس التشادي المسلم والدكتاتورادريس ديبي .كما انها تعلن صراحة ادانتها ورفضها لسياسات الحكومات الفرنسية السابقة والحالية وتتهمهن بالخضوع لالمانية فيما يرى فيها معظم سياسيي فرنسة على انها سياسة عقلانية وظرورية للتنسيق والتفاهم مع المانية باعتبارها اهم دولة اوربية على الصعيد التاريخي والبشري والاقتصادي والعسكري ولتجنب ما قد يتجدد من حروب معها وخاصة الحربين الاولى والثانية بين 1918/1914و 1944/1939.وهي سياسة بدئات في 22 كانون الثاني 1963بموجب اتفاقية وقعها في قصرالاليزية كل من (اديناور)اول مستشارلالمانية الغربية بعيد تقسيمها بين1989/1945والرئيس (الجنرال ديكول )اول رئيس للجمهورية الخامسة حكم بين 1958 واستقالته عام 1969

سابعا-اعلن سبعة من الذين شاركوابالانتخابات الرئاسية بانهم سيصوتون لصالح ماكرون فيما لم يعلن مالنشون صراحة بانه سيصوت لصالح مكرون على الرغم من انه طالب اتباعه بالا يصوتون لصالح السيده لوبين ممايعني بانه اقترح على مسانديه ان يصوتوا باوراق بيضاء لكل منهم لاثبات وجوده ووجودهم كحركة سياسية ستبقى بالمعارضة وستشارك في الانتخابات البرلمانية  فيما دعا(نيقولادوبو)اتباعه بالتصويت للسيدة لوبين التي اتفقت واياه على ان تسميه رئيسا للوزراء فيما اذا فازت في الانتخابات في الدرة الثانية .  

ثامنا-في 7 نيسان 2017 تنافس في الدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية كل من الاقتصادي واليساري المعتدل (عمانوئيل  ماكرون) والحقوقية (ماري لوبين) باعتبارهما حصلا على اعلى الاصوات في الدورة الاولى كما اشرنا وحصل ماكرون هذه المرة على /66من اصوات 31مليون شاركوافي الانتخابات فيما حصلت منافسته المحامية ماري لوبين على /34فقط من الاصوات مع وجود 3ملايين اوراق بيضاء ضد 660الف بالدورة الاولى والف ورقة مهملة ضد 290 ورقة مهملة في الدورة الثانيه

تاسعا-ان هذه النتيجة الايجابية العالية /66 للمرشح ماكرون الذي صاراعتبارا من مساء السابع من مايس 2017 الرئيس التاسع للجمهورية الخامسة يعني بان عموم اوغالبية الشعب الفرنسي بمن فيهم اربعة ملايين من اصول وثقافات عربية واسلامية ادركوامخاطرشعارات عزلة بلادهم ودعوات العداء الديني والقومي التي نادت وتنادي بها السيدة لوبين وبعض حلفائها وانهم غير مستعدين بالمجازفة والمخاطرة بمستقبل ودوربلادهم السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري فاختاروا طريق العقل والحكمة والوسطيه

 عاشرا. فيما يتعلق بالفرنسيين من اصول عربية واسلامية عليهم الا يغتروا بفوزه بل عليهم مضاعفة عطاءاتهم في كل الانشطة الفرنسية لكي يثبتوا جداراتهم باعمالهم وواجباتهم وليس فقط بحقوقهم وباصواتهم الانتخابية.

وقد يتسائل الحكام العرب والمسلمين عن اهمية فوز رجل اقتصادي اشتراكي معتدل بالرئاسة في فرنسة وهو من تلاميذ( بنك روتشلد) وهو اقدم واكبر واهم مؤسسة مالية واستثمارية وسياسيه فرنسية .فعليهم الايعولوا عليه كثيرا لانه ليس الدكتاتور والاستعماري بوتين ولا الرئاسمالي المتصهين ترامب فهو سيبقى مثل الغالبية العظمى من رؤساء دول اوربة وقارة امريكة وبعضا من حكام اسية وافريقية صديقا صدوقا لاسرائيل دون ان يعلن خصومة للعرب الذين عليهم ان يدركوا هم مصالحهم باحترام ارادات شعوبهم . كما انه يميل للاستثمارات المنتجة اكثر من العسكرية   

  مايس 9.2017