22 décembre 2015
قادة اليونان .. على الرغم مما يعانوه من مشاكل اقتصادية وخضوعهم لضغوط اوربية متعددة يقفون وقفة شجاعة مع التاريخ
. اولا-نحتاج وقتا قليلا للقول بان اليونان اوالمدن اليونانية(اثينة وسبارطة ومقدونية )كانت قد تصارعت وتقاتلت طويلا فظهر فيها عقلاء وحكماء وفلاسفة ومصلحون نادوا بالسلم والتعاون والتعايش بين الاخوة المتجاورين بالجغرافية والناطقين بلغة واحدة ولهم مصالح مشتركة والتصدي لخصومهم الاقوى من الفرس الاخميين ..فتحدث عن ذلك كل من( سقراط )عاش بين 399/470قم وابدع بتنبي العقل والحوارالجدلي الخلاق و(ارسطو)عاش بين 3222/384قم وبرع بالبلاغة والشعر و(فلاطون) عاش بين 348/423قم وكان احد تلاميذ سقراط فيما صار احد تلاميذه الجنرال (الكسندرالمقدوني )عاش بين 323/333قم وكتب افلاطون كتاب الجمهوريه كنظرية ل(دولة مثالية تقوم على المواطنة والحقوق والواجبات)
وبقي الفكراليوناني مهيمنا على الفكر العالمي قبل ان يئاخذ منه ويطعمه الفكر الروماني ثم الفكرالعربي والاسلامي ومنه الفيلسوف ابن حيان التوحيدي الذي يسمى المعلم الثاني الذي دعا بكتابه ( المدينة الفاضلة ) لتزاوج بين فكري ارسطو وافلاطون.وابن ارشد عاش بين 1126/1198م الذي طغت فلسفته على غالبية فلاسفة اوربة الذين كان يطلق عليهم الرشديون )مثلما كان يطلق على الاسطوطاليين والافلاطونيين)
كما ان اليونان كانت من بين الدول التي تبنت المسيحية (الاورذودوكسية) وبقيت مرتبطة بالامبراطورية الرومانية البيزنطية منذ نشئاتها عام 395حتى اسقاطها عام 1453على يدي العثمانيين الذين استعمروا اليونان وبلدان عديدة من اوربة الجنوبية ومنها بلغارية وهنغارية واوربة البلقانية وهي البانية والبوسنةوالهرسك وكوسوفو والجبل الاسود وصربية حيث عاشت معظم هذه الدول حروبا وصراعات سياسية وفكرية ودينية مع العثمانيين مثلما عاشت الامارات المسيحية بشمال اسبانية صراعات مماثلة مع العرب الذين احتلوا جنوبها (الاندلس )بين 1492/711م
كما كانت اليونان اول دولة استقلت عام 1830من العثمانيين الذين بقوا بصراع جغرافي معها حتى بعد ان ورثهم منذ عام 1908( الاتراك) حيث لا زالت ما تسمى (جمهورية قبرص التركية) وهي مقاطعة حدودية تحتلها تركية لوجود اقلية قومية تركية طورانية فيها تشكل احدى مببرات الصراع بين الاتراك ومعظم دول اوربة .
.كما ان اليونان كانت احدى الدول االواحدة والخمسين الذين اسسوا منظمة الامم المتحدة عام 1945 وواحدة من 13 دولة (العراق واليمن والسعودية وسورية ولبنان ومصروافغانستان وايران وباكستان والحبشة والهند وكوبة الملكية قبل كاستروا والتي رفضت القرار 181 فيتشرين ثاني 1947 الخاص بتقسيم فلسطين والذي حضي ب 31 دولة وغياب عشرة كانت منهم بريطانية وتركية
كما لم تقم اليونان علاقلات سياسية مع اسرائيل لفترات طويلة لانها تملك نفوذا دينيا بمدينة اورشليم القدس .. وعلى الرغم من ان معظم الدول العربية والاسلامية لم تحسن ممارسة وتطبيق سياسات اقتصادية وسياسية وثقافية وسياحية مع اليونان التي مارست من جنبها انواعا من السياسات العقلانية والموضوعية تجاه القضايا العربية ومنها حرب التحرير الجزائرية بين 1962/1954 وقضية فلسطين التي بقيت تحضى باهمية روحية لدى اليونانيين الذين بقي قادتها الجدد اوفيائا لمبادئ حقوق الانسان وحق تقرير المصير على الرغم من الاختناقات المالية والبطالة التي اجبرتهم لان يتبعون سياسات تقشف كبيرة ويقدمون تنازلات مالية لبعض الدول الاوربية المانحة وخاصة المانية وفرنسة اللذان لهما علاقات متميزة جدا مع اسرائيل التي لم تستطع منع رئيس الوزراء اليوناني الشجاع ( الكسي تسيباراس) لان يستقبل بئاثينة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويوافق على قرار برلمان بلاده بالاعتراف بدولة فلسطين دولة كاملة العضوية بالامم المتحدة ويتبادل واياه السراء بدلا من المندوبين وسط غضب وهياج القيادات الصهيونية والاسارائيلية بقيادة اليمني المتطرف نتانياهو ..
ان قرار القادة اليونانيين من الرجال والنساء يستحق الشكر والاحترام والتعاون من الحكومات والمنظمات والمفكرين والمفكرات العرب والمسلمين
Publicité
Publicité
Commentaires