عن داعش وفلسطين والبوسنة / الهرسك
عن جرائم داعش عدوة الحضارة وعن فلسطين والبوسنة .
و4- وبالمقابل كما يقول الصحفي فيصل القاسم ..نرى ( قادة مسلمين من غير العرب ) ( يحاولون) تجاوز بعض محنهم ومشاكلهم الصغيرة والارتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية ..فالاكراد العراقيين مثلا وعلى الرغم من قلة عددهم ( اربعة ملايين ) ووجود لهجتين رئيسيتين بلغتهم وهما السورانية والبهدينانية وتعدد قبائلهم واحزابهم ومذاهبهم ووجود اقليات مسيحية ويهودية بينهم وما يتعرضون له من حصار متعدد الانواع من الحكومات المركزية بغداد .غير انهم يحاولون الاستفادة القصوى من الظروف المحلية / القطرية والاقليمية والدولية لتوفير الحد الادنى لشعبهم من اعمال وخدمات تعليمية وصحية وامنية .واثبتوا وعيا اسلاميا مارسه قبلهم بعض قادتهم الايوبيين ومنهم صلاح الدين عاش بين 1193/1138م وحرر القدس عام 1178م بالقوت الذي كان فيه الخليفة العباسي (المعتضد )حكم بين 1170/ 1180محاطا بحريمه ..حيث يتشرف الان اكراد العراق هم ايظا بالجهاد والاجتهاد بارض الشام للدفاع عن اخوتهم بسورية الذين يتعرضون الان لابادة من جماعات تدعي انها عربية وترفع شعار ( لا الاه الا الله ومحمد رسول الله )الذي صار( بسبب السياسات الرجعية العربية ) شعارا رديفا للارهاب وليس للطمئانينة والامان والايمان ..
5-كما اننا نرى (دولا اسلامية غير عربية ) تحاول (عدم الخضوع الكامل للقوى الايرو امريكية واسرائيل ) وتنوع علاقاتها مع روسية والصين والهند واليابان التي لكل منها سياساتها الدينية والتعليمية والثقافية والاقتصادية التي تتعارض (غالبا )مع سياسات الولايات المتحدة وبريطانية وفرنسة والمانية واسرائيل )التي تعمل منفردة ومجتمعة على تفتيت وتمزيق وتشتيت العرب كقومية كبيرة بالمقارنة مع القوميات الاخرى المتعايشة معها مثل القوميات الكردية والبربرية والسريانية وتمزيقهم كدين بحكم كون الاسلام كثيرالعدد مقارنة مع الاديان الاخرى التي سبقته جميعها وهي اليهودية الصابئية والمسيحية
ومن الدول الاسلامية التي ( نجحت لحدما حتى الان )من عدم الخضوع الذي تخضع له الدول العربية للنفوذ الايرو امريكي والصهيوني هي اندونيسية وماليزية وايران وتركية والبانية
و6-كما ان جمهورية البوسنة والهرسك بحجمها الصغيرالذي لا يتجاوز 52الف كم وسكانها 5 ملايين وظهرت كدولة عام 1189 بعيد استقلالها من المانية ثم خضعت للدولة العثمانية بين 1878/1463م ثم صارت جزئا من الامبراطورية النمساوية الهنغارية بين 1878/1918 م.وعاصمتها (سراييفو التي اغتيل فيها Archduke Franz Ferdinand,دوق النمسة وزوجته من قبل طالب قومي صربي وادت لاشعال الحرب العالمية الاولى بين1918/1914
وفي يوم13 حزيران 2015 التقى فريق كرة القدم البوسني الهرسكي ظمن الدوري الاوربي بفريق كرة القدم الاسرائيلي ..وكانت فرصة للشعب البوسني الهرسكي ان يعبر عن ادانته للسياسات الصهيونية وتعاطفه مع فلسطين وشعبها بمظاهرة عارمة كما يوضح الفديو المرفق .كما ان الفريق البوسني الهرسكي لم يخيب حب جماهيره له فحقق هو الاخر فوزا على الفريق الاسرائيلي
و8-من جهة اخرى نرى جمهورية ارتيرية الافريقية التي كانت ثاني مدينة عرفت الاسلام بعد مكة الذي ولد فيها عام 610م حيث وصلها عام 614م بشهر رجب من العام الثامن قبل الهجرة مائة من المسلمين والمسلمات الاوائل الين نصحهم محمد لان يهاجروا للحبشة التي فيها ملكا عادلا مسيحيا ( قبطيا) لا يظلم عنده احد ...فركبوا البحرونزلوا بشاطئ مدينة (مصوع ) حيث بنوا مقاما يتعبدون فيه .ومساحتها 118 الف كم اي ضعف البوسنة / الهرسك وشعبها 5.5مليون .وخضعت مع اثيوبية لايطالية بين 1882/1941 ثم خضعت لاثيوبية بين 1941 واستقلالها عام 1991.برئاسة السيد (اسياس افورقي )الذي لا يزال يحكمها حتى الان باسم الحزب الوحيد فيها وهو حزب الجبهة الشعبية الدمقراطية والعدالة وهي اسماء جميلة وكلنها خالية من معانيها مثل شعارات ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة لانه يعتمد على علاقات متميزة معاسرائيل ويعادي جيرانه اثيوبية والصومال وجيبوتي وكل ما هو عربي على الرغم من ان العربية فيها هي الثانية بعد اللغة التيجرية
و9-لذلك تبقى مواقف الدول كمواقف الافراد يسجل التاريخ ابيضها واسودها .فهل يتعلم قادتنا وملوكما وامرؤنا وشيوخنا المسلمون شيئا من النزاهة والصدق والتواضع قبل ان يمارسوا طقوس الصلاة والصوم والحج والعمرة ؟ويعلموا بان من يحميهم ليس دبابات وطائرات ومخابرات الاجانب القادمين من بعيد جدا ..بل حبهم واخلاصهم هم لاوطانهم وشعوبهم .وعندها فقط..ستكون السماوات معهم لانها مع كل من يؤمن بالعدل والصدق والاخلاص.