بين الجغرافية والسياسة وسياسة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند

بين الجغرافية والسياسة وسياسة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند

د. المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

.. ...
في تاريخ فرنسة المعاصر في اثناء الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها فرنسة بعد اربع سنوات من الاحتلال الالماني الذي لم ينهيه غيرالانزال بشواطئ النورماندي على بحر المانش حيث الشواطئ العربية لفرنسة بين 8حزيران و5 من اب  1944 تدخل 3.5مليون جندي امريكي ومليون بريطاني وارلندي وكندي واسترالي مع المقاومة المدنية والعسكرية الفرنسية المتواضعة التي قادها الجنرال ديكول لكي يهزموا ما يزيد ربع مليون جندي الماني.لتحرير فرنسة .غير ان البطل ديكول لم يرتمي باحضان ساسة الولايات المتحدة وبريطانية بل تعامل معهما كحلفاء وشركاء في السياسة الاوربية التي لم تدفع ديكول لتطبيق سياسة الانتقام من المحتلين بل تسامح وتصافح وتقارب وتعاهد وتسالم ومعهم لانهم اقوى جيران بلاده الستة ....غيران ديكول لم يحظ بالانتخابات التي جرت عام 1946م بالفوز بل حل محله الرئيس الاشتراكي اوريول حكم  بين 1954/1947م قبل مجيئ الرئيس كوتي حكم بين 1958/1954م وقادا كلاهما حربا الهند الصينية الفرنسية بين 1961/1946م قبل ان يحل محلها الولايات المتحدة حتى عام 1973م والحرب الجزائرية الفرنسية بين1962/1954م وهما حربان انهتكتا فرنسة ماديا ومعنويا ..مما اقنع الشعب الفرنس بصدقية سياسات الجنرال ديكول السلمية فعاد للحكم ثانية بين  1958 /1969م تمكن خلالها من وضع دستورجديد لفرنسة سماه دستورالجمهورية الخامسة التي ميزهاعن الجمهوريات الاربعة السابقة والتي بدات منذ عام 1792م حيث اوجد (الدستورالديكولي) نوعا من التوازن الدستوري بين السلطات بخطوط مستقيمة وليست متقاطعة يتوسطها رئيس الجمهورية الذي ينتخب مباشرة من الشعب ويكون مسؤولا امامه على حركة واداء السلطات ليدفعها للامام لتصبح سياسة مستقرة ومتوازنة ومستوعبة لانشطة كل .
 القطاعات..كما ان ديكول بحكمته وحنكته وشجاعته واستقلاليته على الصعيد الدولي منطلقا من مصلحة فرنسة اولا مد عام 1961 ذراعاه للصين الشعبية التي كانت ولا زالت اهم دولة باسية من حيث المساحة والسكان في وقت كانت الولايات المتحدة وبريطانية قد تجاهلالها وفضلا عليها منذ عام 1945م امارة تايوان المنشقة عنها ولم يتخليا عنها لصالح الصين الشعبية الابعد احد عشرسنة بعد الجنرال ديكول الذي عقد ايظا عام 1961م اتفاقية سلام مع المستشارالالماني اديناور وهوالذي وقع (اتفاق الشجعان ) ب(منطقة ايفيان )على الحدود الفرنسية السويسيرية مع مناضلي وثوارجبهة التحريرالوطني الجزائري ليضع واياهم عام 1962 .

ان ديكول هوالذي قرربشجاعة استثنائية بعيد حرب 5 حزيران 1967م ان يقف على مسافة 4/3 بجانب اسرائيل و 4/1 بجانب العرب الذين تعرضوا تجاه اسرائيل لهزيمة كاسحة لكل جيوشهم قبل ان تقاتل ضد اسرائيل التي سبقتهم من خلال تقنياتها العالية ووسائلها الاستخباراتية الامريكية وابادت كل اسلحتهم المتواضعة وهي لم تزل بمواضعها وجحورها ..وعلىالرغم من ان ديكول قد عوقب على موقفه المتواضع المنصف والمعتدل بجانب العرب غير انه لا يزال رمزا للقائد الفرنسي الشهم يفتخر به اليمين واليسار والسوط شانه شان الشهم صلاح الدين الايوبي ..علما بان الرئيس شيراك حكم بين 2005/1995 ومناصريه من الشيراكيين قد تعرضوا هم ايظا لعقوبات والاقصاء والتهميش نتيجة مواقفهم المعتدلة والعقلانية والفرنسية وليس تعاطفهم النسبي مع العرب الذي لا يوازي شيئا تجاه تاييدهم لاسرائيل التي ترفض ان يشاركها احد بمن تحب وتعشق وتتحالف ..

 واليوم مطلوب من الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولنده  بسياساته العربية والاسلامية الا يبتعد عنهم كثيراويتجاهل الارث والتاريخ الطويل الذي يربط بلاده بهم لان فرنسة كانت ولا زالت  دولة بحرية اكثرمنها محيطية وان علاقاتها السلمية مع العرب والاسلام  سبقت علاقاتها الحربية ..فالعلاقات التوازنية الستراتيجية بدات بعد الخليفة العباسي المنصور حكم ببغداد بين  775/754م مع الملك الفرنسي بيبان لوبريف حكم بين 768/751م واستمرت بين الامبراطورالرروماني الجرماني شارلمان حكم بين  877/840م الذي ارسل عام 797م لهارون الرشيد حكم بين 809/786م ببغداد وفدا براسة كل من الكونت سجسموندو والكونت لانتفريد ومعهما الترجمان اليهودي اسحاق ..فيما بعث هارون في 30مانون اول 800 وفدا لعاصمة شارلمان (اكس لا شابيل)  لمقابلتة حاملا معه هدايا ثمينة منها ساعة تعمل على الماء فتلك العلاقات السلمية التي سبقت كثيرا الحملة الصليبية التي قادتها فرنسة وخرجت من اراضيهاعام 1098م يجب الا تهمل وتنسى وتمسح من ذاكرة التاريخ بين الامتين الفرنسية والعربية لانها تخدم حتما مصالح الشعبين والشعوب الاوربية والعربية والاسلامية التي صارلها وجود بشري يفوق عدديا وليس تاريخيا مع ما موجود من مسيحيين عرب ويهود عرب بارضهم هم ارض العرب . ومطلوب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند ان يتعض من الجغرافية والتاريخ ولا يعتمد فقط على علم السياسة المتغير.

AL Zaidi Hassan

- Docteur Es Lettres en Histoire.
Président de l'Association des Irakien(ne)s et leurs Ami(e)s de France (A.I.A.F.)

Site : http://alzaidi.canalblog.com/