عن رمضان والسياحة

 عن رمضان والسياحة

د. المؤرخ والدبلوماسي السبابق حسن الزيدي

اولا-كان المجلس الاسلامي الاعلى بفرنسة المسؤول معنويا وروحيا عن اكثر من سبعة ملايين مسلم فرنسي او  من مسلمي المستعمرات الفرنسية وهي بغالبيتها دول افرور اسيوية وخاصة من دول ذات غالبية اسلامية وخاصة الجزائر وتونس والمغرب وموريتانية والسينبغال اضافة للبنان وغيرها من دول اخرى قد قرر من العام الماضي واستنادا لحسابات فلكية قام بها علماء الفلك بان يوم 8 تموز هو اول يوم رمضان بفرنسة وصام الكثير من المسلمين الفرنسييين معتمدين على هذه الفتوى العلمية والاسلوب والنهج الحضاري  ..غير ان الخلافات والصراعات المذهبية والسياسية بين المسلمين خارج فرنسة قد انعكست سلبا على مسلمي فرنسة حتى برمضان حيث انقسموا بدورهم بين مؤيد للجزائر الذين هم الاكثر عددا وبعظهم انحاز للمغرب وثالث لتونس ورابع للسينغال وخامس لتركية وسادس للسعودية وقليل جدا لايران ..حيثوبعد ان علموا بان معظم الدول العربية ستبدا بالصيام يوم 9 في الشهر اي في اليوم التالي فاضطر مجلس مسلمو افرنسة لان يستجب لهم ويعتبر بدء شهر رمضان هو يوم 9من تموز...وقد يكون تنازله هو استجابة دمقراطية من منطلق البيئة الحضتارية التي يعيشون بها او ان تراجعهم كان  اجباريا لان جمهرة المؤمنين بباريس لهم اتصالاتهم المتعددة والمتشابكة ببلادهم وبالسلطات الفرنسية ( وزارة الداخلية )وبالسعودية او تركية..وفي كل الحالات فالفوضى هي سمة الموقف الاسلامي الذي استغلته كالعادة وبتوسع خبيث وذكي الاجهزة الاعلامية ذات التوجهات الرجعية والصهيونية      

 ثانيا--في مطلع تموز 2013نشرالجهازالمركزي الفرنسي للاحصاء بان ايرادات قطاع السياحة بفرنسة لعام 2012 بلغت سة وثلاثين مليارد دولار بزيادة /6 عن مصروفاتهم لعام 2011 والتي كانت قد بلغت 34ملياردولار.حيث كان عدد السواح فيها لعام 2012هو ثلاثة وثمانين مليون وليس ثمانية وثلاثين مليون سائحا . ان هذه الارقام الهائلة جدا لا بدان تثير فينا جميعا التساؤلات الثقافية والحضارية والصناعية والصحية والخدمية ..لان السائح يحتاج لمنام وغذاء ووسائط نقل ومكانات يتسوح بها من اثار وغابات ومعارض ومسارح وسينمات ومكتابات ومقاهي ونوادي ولربما لمراقص وملاهي

.كما ان الحزن ليزداد عندما نتحدث نحن العرب ونقول نحن اهل حضارات عريقة بفي بلاد الرافدين حيث سومر وبابل واشورعدى عن المراقد الدينية ونهري دجلة والفرات  وفي اليمن الذي سماه الرومان باليمن السعيد لاعتدال مناخه وحيث حضاراته المتعددة والمتسامحة وفي بلاد الشام حيث الساحل اللبناني في صور وصيدة وبيروت وزحلة وبعلبك وفي سورية حيث تدمر وطرطوس واللاذقية وانطاكية وحلب وحمص ودمشق وما في كل منها وحيث الاردن حيث البتراء وجرش والبحر الميت وخليج العقبة وفي فلسطين حيث قبور بعض انبياء اسرائيل ومهد المسيح والمسجد وقبة الصخرة وفي مصر حيث النيل الذي هو واجمل اهار العالم ويمر باد عشر دولة وحيث الاهرامات الخالدة وما فيها من جمال وفن وروعة هندسية وعظمة ارادات.. وفي المغرب حيث دخول المتوسط بالاطلسي يث مضيق جبل طارق والمدن المغربية التي تعاشقت وتشاطرت برونقها الفني مع المدن الاندلسية وفي تونس حيث البحر الابيض وحيث المدن الفينيقية اللبنانية .. وفي الجزائر حيث المتوسط وجبال اهلنا من البربر . وفي ليبية حيث الشاطئ البحري الجميل المقابل لمالطة

 كما ان هذا الرقم الهائل من السواح الذين دخلوا فرنسة عام 2012 يعادل عدد ججاج ومعتمري مجتمعين لمكة والمدينة لمدة 17فترة حج اذا افترضنا بان عدد الحجاج والمعتمرين للسعودية يقتربون من خمسة ملايين في السنة .. كما ان الحزن والاسى يزداد عندما نعلم بان فرنسة (حصلت ) على ايرادات 36مليار في حين تنفق السعودية مليارات من اجل توسيع طريق وفتح نفق وبناء عدد من السرادق والفنادق( واستيراد) الكثير من السلع والبضائع الصنينة خاصة لتلبية حاجات الحجاج والمعتمرين اذ ليس هناك منتجات سعودية خالصة بما فيها العقل واليشامغ ..فكل شيئ مستورد حتى العمالة في الفنادق وغيرها

لذلك فعلى رجالنا من اهل الدين والسايسة والاقتصاد ان يرحموا ويقدروا ماعندنا من تواريخ واثار خالدة يتمنى الملايين من الاوربيين والامريكان المتعطشين للمعرفة زيارتها اذا وفرنا لهم الحدود الدنيا من الخدمات والامن والنقل وخدمات مكتبية ومسرحية وسينمائية ونوادي وملاهي وحرية الحركة لانه ليس كل اجنبي هو جاسوس على الرغم من ان الرقابة المخابراتية غير المباشرة والواعية والتقنية هي واجبة  ..

ترى ايمكننا ان نخقق ذلك بطرق غير العمل الجاد والمخلص والواعي ؟