تقارب مسيحي قبرص مع مسلميهم بحاجة لرجال ونساء شجعان

قادة سياسيين قبارصه واتراك يستجيبون لرغبات شعبيهما بالتعايش السلمي

د. المؤرخ والاقتصادي والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

26. .كاول 2015

AFP/AFP/Archives - Les dirigeants chypriotes turc Mustafa Akinci (G) et grec Nicos Anastasiades (C), le 20 décembre 2015, dans l'ancien aéroport de Nicosie

 ان الصراعات والنزاعات بين القبائل والعشائروالبطون والامم وبين قومياتها واديانها ومذاهبها ظهرت وتظهرلاختلافات دينيهومذهبية واقتصادية واختلاف توازن القوى البشرية والعسكرية ولرغبة طرف ما للهيمنة الجغرافية والسياسية على الاخر بمختلف الوسائل ومنها الحروب الدينية والقومية كانت على مدى التاريخ الانساني  تنمو حسب المراحل التاريخية والبيئات التي تكثر فيها البطالة والامية والجهل وتقل حيثما يكون النمو الاقتصادي والاثقافي والاجتماعي 

وفي حالة (قبرص) التي هي بمساحة9.250 كمم ونفوسها لا يتجاوزمليون ولغاتهم اليونانية بحكم الجغرافية والعنصرالبشري والتركية والانكليزية بحكم النفوذ السيسي والاستعماري .وخضعت بتاريخها الطويل لبعض الوقت للفراعنة ثم خضعت بحكم الجغرافية لليونان التي فرضت عليها لغتها ودينها المسيحي ومذهبها الاورودزكسي ثم خضعت للرومان بعيد عام 395 حيث انقسمت امبراطوريتهم لقسمين الاوربية التي مركزها رومة وخضعت لها الامارات الاوربية الشماليةوالوسطى وسقطت عام 476م بين يدي قبائل الجرمان الغوط والامبراطورية الرومانية الشرقية البيزنطية التي صارت عاصمتها القسطنطينيةوكانت قبرص واليونان ودول اوربية جنوبية اخرى من حصتها وتعرضت بدورها وقبل سقوطها عام 1453 لعدة غزوات اسلامية ( اموية) ثم صليبية حيث مربها عام 1191ملك انكلترة ريشارد قلب الاسد قبل ان يصل فلسطين وينتصرعليه صلاح الدين  الايبوبي عام 1178 ويجبره على الرحيل ليتم اعتقاله من خصومه ومقتله باحدى حروبه معهم كما خضعت للامبراطورية العثمانيةالذين اسقطوا االامبراطوريةالبيزنطية عام 1453 وحكموا اليونان بين 1830/1453 وقبررص  بين 1878/1453 قبل ان تخضع قربص للانكليز بين 1878واستقلالها عام 1960 بعد نضال سياسي وديني قاده اسقف اساقفتها (مكاريوس الثالث )ولد عام 1913 وقاد نضالا روحيا وسياسيا لنيل استقلال بلاده ولا قى دعما من جمال عبد الناصر وشكري القوتلي سورية واحمد سوكارن اندنوسية ومن الاتحاد السوفياتي والهند وبقي يحكمها حتى وفاته عام 1977 كئاول رجل دين يحكم بدولة اوربية منذ فترات بعيدة نسبي.

.وفي عام 1974اعلن قادة الاقلية التركية التي تبلغ /1من الشعب القبرصي انفصالهم بجمهورية رمزية تقع بشمال قبرص لم يعترف بها غيرالحكومات التركية مما جدد صراعا قوميا ودينيا اسلاميا ومسيحيا مما اضاف جروحا جديدة للمئات من جراح المسلمين القاتلة  

  وفي 20 كانون اول 2015 استقبل رئيس الجمهورية ( نيقوس اناستاسياديس) زميله رئيس جمهورية قرص التركية السيد ( مصطفى اكينسي ) اذاعوا يوم 26 كانون اول 2015 شريطا متلفزا مششتركا تحدث كل منهما بلغة الشعب الاخرمعلنا عن عزمه على العمل لاعادة وحدة قبرص بعد صراع منذ عام اربعين عاما..

 ان مثل الخطوة السلميه الشجاعة والواعية والمستجيبة للمصالح الدينية والسياسية والثقافية للبلدين ولدول جنوب اوربة البلقانية والتي لا زالت رغبة ينبغي تحويلها لعملية تشريعية وان تكون احد الامثلة الايجابية على رغبات السلم والتضامن بين الدول المتجاورة التي لها حدود متنازع عليها ولها قبائلا متداخلة بين اوطانها والدول التي بكل منها قومية اكبرعددا ودينا اكثر انتشارا واحزابا اكثر نفوذا لان يعيدوا النظربحساباتها الوطنية والسياسية من اجل اتخاذ اجرئات وخطوات ومواقف سلمية  لتجنيب شعوبهم وقومياتهم واديانهم ومذاهبهم الاقتتال والصراع والحروب وما ينتج عنها من مئاسي وتخريب ليس بالارض والزرع والضرع بل بالبشرحيث تكثرالارامل والايتام والعوانس والفساد الجنسي والخلقي والاجتماعي وتقل الحقول والمصانع والمدارس وتكثر البطالة الامية والجهل ويسود الجهلة المتخلفون والانتهازيون والرجعيون وعديمي الذمم والضمائر ويتراجع  ويعتقل ويسجن وقد يهاجراصحاب الكفائات العلمية والصناعية والمهنية والحرفيه من النساء والرجال

 ونئامل لان يكون عام 2016 على اصدقائنا القبارصة وعلى غيرهم من الشعوب ومنها غالبية الشعوب الاسلامية التي تعيش حالات اختانقات حضارية يغلب عليها طابع الانحطاط الحضاري وغلبة افكارالشعوذة والتخريف الديني والمذهبي والعنصري القومي والحسابات الحزبية الضيقة     

 حسن 26 كانون اول 2015