عن السياسات والاديان...الناس هم الذين ( يصنعون افضل الاحداث واسؤوءها)

عن السياسات والاديان...الناس هم الذين ( يصنعون افضل الاحداث واسؤوءها)

د. حسن الزيدي الاقتصادي والمؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي..

1-على مر العصوروالدهوروالازمنة والحقبات والفترات لا يزال (كل بني البشر) وعلى الرغم من اختلاف مواقعهم الجغرافية والثروات المتاحة امامهم يحتاجون لنفس المقومات الاسياسية وهي (الطعام والشراب والملبس والمسكن والصحة والتعليم والامن ) لكي يتكاثروا وينتجوا ويديمون الحياة البشرية القصيرة والجميلة التي يجب ان تستثمر للعمل والانتاج والابداع والعطاء الدائم .

11-في هذه الايام بين 26/20من ايلول2015 يمكننا ان نتلمس حالات بشرية متناقضة ومتضاربة بين السيئ والاسوئا وبين الجيد والاجود صنعها الانسان بيديه .منها

1-في هذه الايام سيحج ثلاثة ملاييين مسلم ومسلمة  لمكة والمدينة بالحجاز من 190 دولة بالعالم بما فيها ال 67 دولة ذات غالبية اسلامية قوية اوضعيفة اضافة لمسلمين يئاتون من دول اخرى بما فيها من قاره امريكة الشمالية والجنوبية والكاريبي على المحيط الهادى.. وهو رقم ضئيل جدا لنسبة 1.5 مليار مسلم لان ال سعود فرضوا حصصا ونسبا سياسية خلافا وتحديدا وتجاوزا لنص الاية القرئانية  (‏وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ ) آل عمران‏:97)‏..  اي انهم كيفوا وفسروا وطبقو الاية على هواهم ومصالحهم السياسية على الرغم من انها ( من بين امهات الكتابوهو القرئان الدستور الفكري للمسلمين  ) لانهم دولة ونظام يعيش حالات من التناقضات الحادة  بين كثرة الاموال النفطية الهائلة وبعثرتها هنا وهناك بما يضر ولا ينفع على منظمات ومؤسسات رجعية وارهابية وهابية خارج بلادهم وحروب عدوانية ساهموا بها ويقودونها مباشرة ضد بعض اخوتهم بالدين بالبحرين واليمن والعراق حتى اثناء ساعات شعائرالحج  ...على الرغم من ان القرئان يدعو للسلم والتصالح والتسامح والتغافر ..فئاين الاسلام الذي يدعونه واين منطق  اتباع السلف الصالح الذي يدعونه ؟

كما ان هؤلاء الحجاج بملايينهم الثلاثة ..الم سمعوا عن معاناة وحاجات اخوة لهم ( لمئاكل ومشرب ومشرب ) بفلسطين وافغانستان وبنغلادش والصومال وتشاد وبالعراق وليبية وسورية وبوركينة فاسووغيرها ؟ وماذا لو انفقوا وتصدقوا بما دفوه من نفقات لرحلة الحج التي قد تكلف كل منهم معدل الف دولار؟ اي انها  1.000X3.000.000  يساوي 3.000.000.000مليون دولار ( امريكي ) الا يساهم هذا المبلغ المتواضع  لشق وحفر بعض قنوات المياه والابار وبناء بعض المساكن والمراكز الصحية  والمدارس وخيم واغطية وملابس العيد للاطفال وملايين الارامل وزيارات للسجناء السياسيين الابرياء بسجون بلادهم  ؟

الم (يؤجل) بعض الخلفاءالشجعان والواعين والاكثر ايمانا منا  تئادية مواسم الحج عند الضرورات الاقتصادية بحالات محن القحط والجفاف وانتشار الاوبئة والحروب والغزوات العدوانية التي تتعرض لها الامة ؟ اذا اين  المفكرين الاسلاميين كل المفكرين الاسلاميين وبكل مذاهبهم من الفكر النهضوي والاصلاحي الاسلامي ؟وكيف يتقلون اثناء صلواتهم بظرورة عدم السكوت على الباطل ونظرة المضلومين ويدعون للتعاطف والتراحم؟ انهم باغلبهم يتواطؤون على خيانة الاوطان والشعوب قبل الاديان .

مكة حيث يتطوف الناس تقليدالقرون خلت

-11-على الرغم من الهجرة خارج الاوطان حق انساني مشروع لكل من يتعرض لجوع وخوف وخوف واضطهاد من محتل وغازي ومستعمر .ويكون مبررالهجرة اكثر مشروعية عندما يئاتي الجوع والظلم والاستبداد والتفرقة العنصرية القومية والمذهبية ممن يحكمه ويوسوه وولي امره الذي لولا (رعاياه ومواطنيه لما كان ولي امر) لانه راع وحارس وامين ) على قوم ائتمنوه ووثقوا فيه واختاروه وخولوه وسيدوه لا لكي يسرقهم ويجوعهم ويجهلهم ويمرضهم ويقتلهم بل  لكي يعمل معهم على ظمان خبرهم وملبسهم ومسكنهم وامنهم ..

ثم اذا (هاجرو قل )عدد الفلاحين والعمال والكسبة والمعلمين والاطباء والمهندسين والفنانين والادباء والرياضيين والوطنيين والمخلصين ووو فمن سيحرث وسيحرس الارض ؟وعلى من سيحكم الحاكم ؟ هل سيحرس قبورا ام و سيخضع لغاز اوطامع فيه من وراء الحدود القريبة اوالبعيدة ؟..

اننا كعرب وكمسلمين نعيش الان محنا كفرنا فيها بئاهم القيم الانسانية وهي ( احترام الانسان لاخيه الانسان والعيش والتعايش والتفاهم والتراضي معه ومقاسمته ما يسروما يضر

• نساءعربيات سوريات مسلمات هربن من اجرام داعش واجرام بشار الجبان والعميل (لارض العدو ارض الكفار)كما يحلوا للبعض ان يطلق عليهم ..فمن هو الكافر ؟ هل الذي يقتل شعبه ام الذي يئاويهم ؟
• 111- بعد القرارالانساني والشجاع الذي اتخذه الرئيس الدمقراطي الامريكي باراك حسين اوباما برفع الحصارالشامل المفروض منذ عام 1961ضد جمهورية كوبا الاشتراكية احدى جيران بلاده والتي وصلتها طلائع كرستوف كولومبس عام 1492 قبل ان تصل سفن بريطانية لشواطئ الولايات المتحدة  ب118عاما .فتح ذلك القرار الاوبامي النبيل والانساني ابواب كوبة الموصدة ضدهالانها اختارت نهجا سياسيا واقتصاديا اكثرانسانية من النموذج الامريكي نفسه  فجائتها وفود من دول عديدة كان منها يارة الرئيس الاشتراكي الفرنسي هولند ولقائه مع الرئيس المتقاعد كاسترو الذي بلغ ثمانين عاما واستمع منه الرئيس الفرنسي رؤياه عن النظام الرشيد والحكم العادل الذي لا يتنقض مع الاديان دون حشرها بيوميات العمل والانتاج
• واليوم (يتشرف) ليس مفتي مكة ولا مفتي القدس ولا سيستاني النجف ولا شيخ الازهرولا اية قم ولا مفتي اسطانبول ولامفتي جاكارتة باندونيسية ولامفتي ابوجا او لاغوس بنيجرية بل البابا الارجنتيني الاصل فرانسوا الاول بالقيام باول زيارة لبابا لهذا البلد الشيوعي الصامد والصابر وفيه نسبة كبيرة من الكاثوليك واجتمع بالرئيس العظيم والشريف والنزيه والمخلص والوطني والبطل فيديل كاسترو وتحادثا بلغة الاسبان التي  يجيدانها لانها فرضت عليهما منذ عام 1492من خلال الاحتلالات التي مارستها اسبانية على 2/1من دول امريكة الجنوبية والسوطى والشمالية وبوجهتي نظرمختلفتين ..واحدة مادية ويسارية ذات طبيعة علمانية مثلها كاسترو ولغة روحية ومثالية ذات طبيعة دينية مثلاها البابا .واتفقا على الجوهروهو الانسان قبل الله او الرب او بوذا اوهندو اوياهواوقبل جبرائيل وعزرائيل  ...فئاين نحن من هذه الرؤيا الحضارية التي هي جوهر كل الاديان ؟

				. Le pape François se rend lundi à Holguin, un des foyers les plus anciens du christianisme dans l'île et région natale des frères Castro: une plongée dans le Cuba ru...
				Afficher sur fr.news.yahoo.com	Aperçu par Yahoo

--IV-ان بلاد القائد (بركليز) عاش بين 429/495 قم قبل ان يلد الفيلسوفان ارسطو وافلاطون والطبيب ابوقراط وتتعرض منذ القدم لمحن عديدة تجاه الفرس والرومان والعثمانين والانكليز والاتراك تعاني منذ سنوات لسوء ادارة وفساد مالي مما يعرضها لحالات تضخم اقتصادي كبيرة وديون ضخمة على القروض الدولية التي كثفت من نفوذها الاستثماري والفوائدي عليها ومنها المانية والصين وزادت فيها البطالة بنسب عالية وصلت الى /30 من بين فئات الشباب بظل عدد محدود جدا من الاثرياء والمليارديرية الاغريق  ومعهم الكنية ( الاوذودوكسية العريقة ) التي لا زالت تملك اطيانا وثروات كبيرة تنفقها لبناء المؤسسات الدينية التي لا تقدم خبرزا ولا ملابسا ولا مساكنا للناس بل تدعوهم للتعبد والادعية شئانها شئان المؤسسة السلفية عند العرب والهنود مما خلقت ازمة اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة حيث حصلت منها هجرات كبيرة تبحث عن مئاكل ومشرب وملبس ومسكن فظهرمن بين مواطنيها مجددا رجال مخلصين ونزيهين وشجعان يتبنون نظريات علمانية ويتصدرهم ( الكس تسبيرة ) ووعد شعبه بانه لو فازهو وحزبه ( اليساري الراديكالي المتطرف ( سيويزا) بالانتخابات النيابية بالاغلبية المطلقة اوالنسبية فانه وحزبه وبدعمهم ستصدرون للمصاعب التي  تعاني منها بلادهم .فمنحوه تثقتهم وفاز في كانون الثاني عام 2015 بالانتخابات النيابية ب 149مقعدا و 13 للمستقلين (برئاسة فانجلس ميمامارس)وشكلوا حكومة ائتلافية من 162مقعدا من اصل 301 نائبا وسميت حكومة ازمة وحكومة نضالية وراح هو وكوادره الاقتصادية والدبلوماسية والادبية وليس العسكرية ولا الدينية ( يحاورون ويجادلون ويناقشون ويفاوضون  ) الدول الدائة لبلادهم وهي اوربية بالغالب ويطلبون منها ان تعيد النظر بقيمة الديون البالغة ثمانين مليار دولارمع فوائها وفترات سدادها ولم يستجب لهم لا البنك الدولي برئاسة رئيسته الفرنسية كرستين لوكار ولا بقية الدول الاوربية المانحة التي ترى بانها دفعت اموالا لكي تحصل هي ايظا على منافع لبلادهها وشعوبها فلم توافقوهم على كل مطالبهم خشية ان تحذوا حذو اليونان دول اخرى مدينة لهذه الدولة الاوربية اوتلك  ...فلم تساندهم القوى المؤتلفة معهم بالبرلمان اليوناني مما اجبرهم لان يستقيلوا  لانهم لم يستطعو ان يفي بوعدهم لمواطنيهم ..وحلت محل حكومتهم الاشتراكية حكومة يمنية بقيت متحالفة مع الكنيسة ومع الاثرياء وترمي بكل اسباب الانكماش الاقتصادي والتضخم وزيادة البطالة على المهاجرين وعلى الاتراك المجاورين لهم  وسرعان ما فشلت حكومة اليمين امام يوميات الناس التي اشتد جوعها وزادت امراضها ..فتدارس اليونانيون وعلى عجل من جديد للبحث عن طرق جديدة للنجاة من غرق الافلاس والاهانة الوطنية التي تقترن بنفوذ سياسي واقتصادي للدائنين ..فظهرمجددا ( السيد الكس تسيبيرة )وحزبه الاشتراكي الراديكالي وبحماسة اقوى من المرة الاولى ووجه كلامه للشعب كما فعل من قبله ( بيركلس) بانكم ان اعدتم ومنحتوني وحزبي ثقتكم البرلمانية من جيد فسنضاعف جهودنا لحل ازماتنا الاقتصادية .فاستجابت له قطاعات واسعة من الفلاحين والعمال والكسبة

والموظفين الصغار وفاز في 20 مايس 2015 ب 149 مقعدا وليس 154وتحالف مع حزب الوسط ( النهر ) برئاسة الصحفس ( ستافروس تيودوراكس ) الذي حصل حزبه على 13 مقعدا فصارعندهم 154مقعدا وهواقل بثمان مقاعد عن الانتخابات السابقة ولكنها تزيد بصوتين من مجموع اعضاء مجلس النواب البلغة 301نائبا مع تقدم ملحوظ للحزب النازي الجديد ( اوبي) باليونان الذي حصل على 19مقعدا من خلال تبنيه فكرة رفض المهاجرين العرب والمسلمين الذين وصفهم بانهم سرطانات والغام دينية ورجعية موقوتة تسمم الحضارات الاوربية .و(على الفور) شكل المناضل اليساري ( الكس تزيبيراس) (حكومة مريحة ومنسجمة مع القوى الوسطية المتعدلة الاقرب لخطط وبرامج حزبه من المستقلين الذين يهمم الوطن والشعب وليس مصالحهم الضيقة وبدوا يعدون عدتهم السلمية الاقتصادية والاجتماعية لاعادة ثقة المواطنين بحكومتهم وبالانشطة الاقتصادية لبلادهم وتوفير ظمانات واضحة للمستثمرين المحليين والاجانب واوزيادة رواتب واجورالفئات الفقيرة لكي تستهلك وتنشط الاقتصاد وفرض بعض الضرائب على الفئات الاكثر ثرائا وتقليصا لاقصى حد ممكن دعم انشطة الكنائس التي عليها ان تتكيف وتكتفي بما لديها من ثروات وتدفع للحكومة ما يتطلب منها لقاء ما تتلقاه من خدمات الماء والكهرباء والطرق والمدارس والمراكز الصحية لتتوجه للدول الدائة بمعنويات اقوى وخبرات اكبر تطالبها باعادة  النظر بجدولة مديونية اليونان التي انظمت عام 1981للسوق الاوربية التي تشكلت عام 1951 وتظم الان 27 دولة منها ستة ملكية وليس بينها لا روسية ولا البانية ولا البوسنة والهرسك ولا كوسوفوولا تركية  ومجموع  شعوبها 498مليون نسمة اي اكثر من شعوب الدول الثلاثة والعشرين اعضاء الجامعة العربية ومساحاتها 4.مليون كمم .

وعلى الفورايظا جائت التهنئة للفائزين اليساريين باليونان من السادة ( مارتين سولش)رئيس البرلمان الاوربي والرئيس الفرنسي الاشتراكي هولند و (وانر فايمان ) المستشار النمساوي والرئيس القبرصي ( انستاسادي) فيما بقيت مترددة حتى الان السيدة انجيلا مركيل حيال عودة هذا الثائراليساري للحكم وقد عرفته رجلا محبا لبلاده ومخلصا لها ونزيها بعمله وكفوئا بعله وعليها ان تعد خططا لامتصاص غضبه والتوصل معه لتفاهم منطقي ومجدي اقتصاديا لبلاده وبلادهاوبقية دول الاتحاد الاوربي التي تعاني بعضها ومنها البرتغال واسبانية وارلندة الجنوبية ازمات اقتصادية مماثلةلليونان  .

V- انني اتوجه بمقالتي المتواضعة لكل الذين يعنيهم الامرمن شعوبنا من النساء قبل الرجال وقبل حكامنا الذين يتعاملون معنا كقطيع انعام لجهلهم هم وعمالاتهم ونذالاتهم وخياناتهم بحق اوطانهم وشعوبهم وللمؤمنات وللمؤمنين  من شعوبنا ليس بالايمان الظاهري والسطحي والشكلي من عبادات وطقوس فردية بل الايمان بالهموم والمصالح والقضايا المصيرية التي تهم ( كل ابناء الوطن ) بغض النظرعن  قومياتهم واديانهم ومذاهبهم واجناسهم ) قبل ان اتوجه للقيميين من رجال الدين علينا لانهم بغالبيتهم العظمى  تعاونوا وتهادنوا وتحالفوا مع الطغاة والمستبدين بل يبررون لهم جرائمهم بئاسم ( اطاعة اولياء الامور ) دون ان يقولوا كلمات صدق امام الطغاة والسراق والفاسدين والعملاء.. فصاروا هم مثلهم بل اسوئا منهم لانهم يعضون الناس بخطب وعظا ت تخديرية لا يدفعهم للنهوض واليقظة والحذر والتحوط والانتباه والتمرد والانقلاب والثورة ضد الظلم الذي هو ليس اقدارا سماوية لان السماوات لا تريد شرا بئاحد من ملياراتها السبعة المعاصرين ولم ترد قبلا بملياراتها من المليارات الماضية

اي ان كل ما نمربه نحن العرب والمسلمين رجالا ونسائا من محن ومهاكل وقتل وتشريد وتجويع واذلال وتخويف وارهاب وامراض وتجهيل هو من ايدينا جميعا وعلينا الاننتظر  بان ئااتينا المدد من السماء اومن جامع او حسينية اوكنيسة اومعبد بل نجده بيننا بعقولنا والارض التي خلق منها ولها نعود .والا فلا نلومن الا انفسنا .. اما ابراهيم واخناتون وموسى وعيسى وبوذا ويهوذا ومحمد وغيرهم ممن سبقهم ولحق بهم هم ليسوا مسؤولين عن تخلفنا وغفلاتنا وجهلنا وعن الطغيان الذي يوقعه اهلنا فينا باسم الدين او المذهب اوالقومية متناسين القيم الانسانية.

 21 ايلول 2015